شاعر مزج الواقع بالخيال وفتح نوافذ الحزن في غيمة الشعر الممطرة فانهمر إبداعه ليروي الذائقة ويحول الحزن إلى نغم يطرب. حدثنا في هذا الحوار عن بداياته مع القصيدة وسر حزنه ورؤيته للمسابقات الشعرية، لندرك أننا أمام شاعر مثقف يمتلك الرؤية الواعية والأدوات الشعرية القوية .. وإليكم نص الحوار مع الشاعر العذب سطام الشلفان. • في البداية نود أن تحدثنا عن بدايتك مع كتابة القصيدة؟ بدأت في كتابة القصيدة في سن مبكرة وكانت بداية تقليدية، والموهوب عادة يبدأ باكتشاف موهبته ويحاول في البداية التحفظ عليها إلى حين يلمس ردة فعل المقربين منه ثم ينطلق محاولا لفت نظر من حوله وغالبا ما تكون المحاولات في البداية خجولة ومتواضعة في مستواها الفني، ولكن الموهوب يستطيع تنمية موهبته بالمراس والقراءة إلى أن يصل لمرحلة النضج. • يغلب على نصوصك الشعرية طابع الحزن .. فما السر وراء ذلك؟ أتفق معك في هذه النقطة ولكن هذا التوجه كان في وقت سابق، أما في الآونة الأخيرة فأحاول الابتعاد عن الجو الحزين لأنه «جاب لي الكآبة»، ولا أخفيك أني أحيانا أتقمص حالة غير صحية ومتعبة، والإنسان يبحث عن ما ينقصه، وليس العكس، ففي السابق كان الناس يعجبون بالمطرب الحزين أو الشاعر الذي يكتب بحزن لأن المجتمع في وقتها كان مجتمعا يعيش في طفرة ويسر، أما الآن فمن وجهة نظري أن الناس تشبعت من الحس التراجيدي في القصيدة، وأصبحت تشجع على التفاؤل والدليل أن كتاب «لا تحزن» حقق مبيعات قياسية في هذه الفترة. وأنا بدأت بنفسي وبشعري في هذا التوجه، لأن قصائدي الحزينة لا تعكس واقعي. • هل لك من رأي حيال المسابقات الشعرية كشاعر المليون وغيره .. وهل من الممكن أن نراك مشاركا بها مستقبلا؟ أرى أن المسابقات التي تهدف لربح مادي لا يمكن أن تكون مقياسا للنجاح الأدبي، فنجاحها يقاس من الناحية التجارية فقط، وبرنامج شاعر المليون نجح تجاريا بشكل لافت، وبالرغم من أنه قدم شعراء جيدين إلا أنه يظل في إطار تجاري بحت، ولا أعتقد أني سوف أشارك في مثل هذه البرامج. • حضورك من خلال الأمسيات يكاد يقتصر على الرياض .. لماذا؟ بالعكس .. لقد أقمت أمسية شعرية في الجامعة الأمريكية في الشارقة قبل أمسياتي في الرياض، وعموما أنا ضد تحديد الأمسيات جغرافيا، وأتمنى أن تساعدني الظروف لإحياء أمسيات في مناطق مختلفة، وهذا ما سوف أخطط له مستقبلا. • هناك العديد من المواقع الإلكترونية المهتمة بالشعر الشعبي .. هل تحرص على التواجد من خلالها؟ الإنترنت أصبح موصلا رائعا ونافذة يطل من خلالها الشاعر على جمهوره. وأنا شخصيا مقل جدا ومقصر في ذلك، وأتمنى في المستقبل التواصل مع محبي الشعر من خلال كل المنابر الإعلامية الراقية سواء كانت من خلال الشبكة العنكبوتية أو غيرها من وسائل التوصيل المرئية أو المسموعة أو المقروءة. • اهتم أغلب الشعراء المعروفين في الآونة الأخيرة بتدشين مواقعهم الشخصية على الشبكة العنكبوتية، فهل أنت مع هذا التوجه؟ طبعا أنا مع ذلك ولكن بشرط أن تكون تحت إشراف الشاعر بشكل مباشر، فالأعضاء ضيوف على صاحب الموقع والشاعر صاحب البيت، وليس من الذوق أن يأتي الضيف إلى بيتك ولا يجدك. • لكل شاعر طقوس معينة عند كتابة قصيدته .. ماذا عن سطام الشلفان؟ أحب العزلة التامة عند كتابة القصيدة، بالإضافة إلى كوب من الشاي بعد أن أضع الجوال على «الصامت». • ما هي أقرب قصائدك إلى قلبك؟ أقرب قصائدي إلى نفسي هي قصيدة (صبح مكة) والتي وصفت بها مشهدا نبيلا للأمير عبد الرحمن بن مساعد حدث في مكةالمكرمة مع شخص مجهول لا أعرفه، وكذلك قصيدة «متحجبة» لما لاقته من نجاح مرض.