شهد مجال التطعيمات الوقائية من الأمراض نقلة نوعية كبيرة على المستوى العالمي، وهو ما عزز الجهود المبذولة في وقاية البشرية، وخصوصا الأطفال من الأمراض القديمة والجديدة، ولاسيما أن الفيروسات أصبحت الآن تشكل معادلة صعبة في ظل إمكانية تحورها وتنوع سلالاتها، إلا أن تكريس منظمة الصحة العالمية وحثها على الحملات التنشيطية أدى إلى اجتثاث 97 في المائة من أمراض الطفولة . وفي المملكة، تواصل وزارة الصحة حملاتها الوقائية والتنشيطية لمختلف أمراض الطفولة في خطوة تعزز جهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة الأمراض. وكلمحة طبية، فإن برنامج التحصين الموسع في المملكة انطلق منذ أن وقع المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، إعلان الأممالمتحدة للتحصين الشامل للأطفال، والذي ينص على توفير الأمصال لتحصين الأطفال ضد الأمراض الخطيرة مثل الحصبة، الدفتريا، السعال الديكي، التيتانوس، الدرن، وشلل الأطفال. تلا ذلك إصدار قرارات تقضي بإلزام المواطنين الاحتفاظ بشهادات ميلاد الأطفال حديثي الولادة في مكان إصدارها إلى حين استكمال إعطاء الطفل اللقاحات الأساسية ضد الأمراض المستهدفة بالتحصين، تبعه توسع كبير في إنشاء المراكز الصحية وتطبيق برامج الرعاية الصحية الأولية وزيادة الإقبال على التطعيم وانخفاض معدلات انتشار الأمراض المستهدفة بصورة مستمرة وواضحة. كل ذلك يجسد الاستثمار في إنسان هذا الوطن سواء من الناحية الصحية أو التعليمية أو المعرفية والمهارية، وتوفير كل ما يحقق له الأمان الصحي والمعيشي والرفاه الاجتماعي. وقد أثمرت تلك الجهود والإمكانات في تحقيق تقدم كبير، حيث سجلت معدلات الإصابة بالأمراض نسب انخفاض ملموسة، فالحصبة المائية انخفضت من 17.73 حالة لكل 100.000 من السكان إلى 0.05 عام 2009م، والإصابة بالنكاف انخفضت من 189.2 حالة لكل 100.000 من السكان إلى 0.54 عام 2009م، والحصبة من 461.9 حالة لكل 100.000 من السكان إلى 0.32 عام 2009م، والكزاز الوليدي انخفضت نسبته من 0.31 حالة لكل 1000 طفل إلى 0.02 عام 2009م، أما السعال الديكي فانخفضت معدلات الإصابة به من 98.3 حالة لكل 100.000 من السكان إلى 0.10 عام 2009م. أما الإنجاز الأكبر فتمثل في خلو المملكة من شلل الأطفال، والسعال الديكي، بفضل الله، وكذلك ارتفاع نسبة التغطية لكل اللقاحات الأساسية إلى أكثر من 97 في المائة. * استشارية وباحثة متخصصة في الفيروسات