أكد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية أهمية الجهود التي تبذلها المملكة ومصر في خدمة الإسلام والمسلمين والتعاون بينهما في العمل على نشر الفكر الاسلامي الصحيح والاعتدال ومحاربة الأفكار الخاطئة التي تنشر التطرف مشيرا في كلمته التي ألقاها مساء (الاربعاء) أمام الندوة التي نظمتها رابطة الجامعات الإسلامية في إطار برنامج الموسم الثقافي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بعنوان "القيم الدافعة لتقدم الفكر الإسلامي"إلى أن المملكة بفضل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تشهد نهضة كبرى في مجالات الفكر والعلم ونشر قيم الحوار والتسامح .وطالب الدكتور التركي العلماء والدعاة في العالم الاسلامي بالعمل على نشر الأفكار الدافعة إلى تقدم الأمة مع التمسك بقيم وثوابت الاسلام محذرا من ان تنطلق الدعوة لنهضة الأمة ضمن سياق حضاري مستورد يقطع صلة حاضر الامة بماضيها من تاريخ وتراث حضاري عريق .وشدد الدكتور التركي على اهمية ان يكون الخطاب الاسلامي متوازنا ومتسما بالوضوح وقوة الاقناع وايضاح الحقائق للناس والتركيز على قضايا هامة تفيد الامة فى واقعها المعاصر مثل القضايا التي تتناول سبل نهضة الأمة والتنمية والنهوض وبناء الإنسان فكريا وعلميا وثقافيا وتحصينه ضد الانغلاق والتطرف. واختتم الدكتور التركي كلمته بمناشدة الدعاة بأن يتمسكوا فى خطابهم الاسلامي بالواقعية والتجرد عن الهوى والبعد عن التجريح والقضايا الخلافية مؤكدا انه لا ينبغي للأئمة والدعاة أن يتطرقوا في خطابهم إلى إثارة الخلافات والنعرات التي تثير البلبلة في المجتمع الاسلامي وذلك لأن القضايا الخلافية يتم بحثها بين العلماء المتخصصين ولا يجوز تناولها على المنابر.ومن جانبه أكد الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أنه عن طريق الفهم الصحيح للإسلام استطاع المسلمون ان يشيدوا حضارة متقدمة لافتا إلى ان فهم المسلمين لقيم وتعاليم الإسلام التي جاءت فى الكتاب والسنة والعمل على تطبيقها، ولم تتخلف حضارة الإسلام إلا في ظل انتشار الجمود و الفكر السلبي . وأشاد الدكتور جعفر عبد السلام بالجهود التي تبذلها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في عمل النهوض بالفكر الاسلامي ونشر ثقافة الحوار بين الأديان والحضارات .وفي كلمته أكد الدكتور محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية انه من ابرز أسباب التخلف لدى العالم الاسلامي هي تخلف العقل المسلم وتخلي المسلمين عن قيم وتعاليم الإسلام الدافعة الى التقدم والتخلي عن الحوار بالتي هي أحسن .وأضاف لابد ان يلتزم المسلمون في حوارهم سواء فيما بينهم أو مع الآخر بقيم وتعاليم الإسلام فى الحوار وهذه القيم هي التي تجعل الحوار متكافئا موضحا ان الحوار المتكافئ هو الحوار الذى لا يغيب قيم الشريعة الإسلامية ولا يتصادم معها . ناقشت الندوة ثلاثة محاور أساسية هي، منظومة القيم والأخلاق الضابطة للتقدم في الفكر الإسلامى من خلال التركيز على قضايا العلم والتفكير العلمي وأخلاقيات البحث العلمي وقيم العدل والعمل والشورى وحماية الكرامة الإنسانية في الإسلام. والمحور الثاني هو أسباب تراجع القيم فى العالم الإسلامي وأسرار تخلفه، والثالث عوامل بناء القيم الدافعة للتقدم في المجتمع الإسلامي من خلال تسليط الضوء على دور الجامعات الإسلامية في تحقيق النهضة الشاملة للمجتمع، ودور الإعلام والمؤسسات التربوية في تكوين القيم الإيجابية التي تحقق نمو المجتمع وتطوره، ورعاية النوابغ وتنمية مواهبهم وتوجيههم في مجال الدراسة لاستثمار الطاقات الكامنة فيهم واستثمار موارد المسلمين في خدمة قضايا العالم الاسلامي.