في حديث للدكتور عبد الواحد الحميد نائب وزير العمل صحح رقم البطالة بين النساء بأنه يصل إلى نسبة ( 28.4 %) وبين الذكور ( 6.9 %) مؤكدا أن هناك عددا كبيرا من الجامعيات بدون وظائف، ومؤكدا أن الرقم الذي نشر سابقا مبالغ فيه، ولكنه في نفس الوقت وصف الحالة بأنها كارثة إذا أخذ بالاعتبار وجود ملايين العمالة الوافدة، وهذا الكلام الذي يأتي تصحيحا لأرقام سابقة لا يهم اختلافها ولكن ما يهم أنها كبيرة جدا، وهذا يدعم ما كررته في مقالاتي سابقا بأن النساء هن ثقل مشكلة البطالة، وأن القطاعات المختلفة عليها ترتيب أوراقها من جديد، و بأي صفة تكون لاستيعاب هذا العدد المؤهل، الذي نأمل أن يحتل مكان الموظف الأجنبي ولو في مجالات الدعم الإداري اللوجستي، وهو أمر تطرقت له كثيرا في السابق، ودعوت إدارات الحكومة إلى حمل الموضوع على محمل الجد، وقد أكد الحميد بأن سبب غياب المرأة عن قطاع الأعمال هو سبب اجتماعي وقال «إن هناك خطة لتقريب الفجوة بين القطاعين الخاص والحكومي، مبينا أن أشد معوقات عمل المرأة هو العامل الاجتماعي». إذا أخذنا هذا الموضوع في سياق توتر الناس بسبب التحولات الاجتماعية التي طالما تكلمنا عنها في هذه الزاوية، وكيف أعطت قيما جديدة لمجتمعنا الذي كان بريئا، ومتقبلا، ولم يكن يأخذ موضوع عمل النساء بعين السوء، وتستطيعون أنتم أيضا تعداد قيم كثيرة تأثرت خلال الربع قرن الماضي، وهي قيم موترة تخلق تجاذبا حادا خلال هذه الأيام، وأولها قضايا المرأة وصدامها مع محاولتها خوض غمار العمل ومحاولة حجبها من الحياة العامة للسبب الاجتماعي نفسه الذي أشار له نائب وزير العمل. شخصيا، ورغم كل المعوقات أنا متفائل بقدوم المرأة المحجوبة عنها الفرص بقوة المسلح بالعلم، والمعرفة الذي يصعب على جدار التقاليد حجبه، وأكرر اليوم أن من يتسلح بالعلم والمعرفة لا تقاومه قوة التقاليد مهما حاولت، وأزيد أننا بانتظار قدوم كاسح لكثرة المؤهلات، وأن قيادات إدارية أكثر مما نرى الآن سوف يفرضن أنفسهن بقوة على حياتنا، ليس هذا فحسب بل إنهن سيثبتن ذواتهن في مجالات كثيرة أبرزها في نظري الدعم اللوجستي للإدارات الحالية التي تعاني من بطء شديد في التنفيذ، أو يحتلها أجانب أقل تأهيلا من بناتنا، وأبنائنا. وكما طالبت بدءا لا بد من حلحلة المشكلة في إدارات الحكومة التنفيذية، فهي الآن لا تبدي أي محاولة جادة للتفكير في وجود المرأة المتعلمة، ولا تضع الخطط المستقبلية لاستيعابها، ولا تحسب حساب تنامي المرأة المؤهلة خلال العقد القادم نافية الموضوع من أجندتها حتى لا تصطدم بالتيار الاجتماعي التقليدي، الذي لا يتصور المرأة عاملة خارج منزلها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة