بعد حفلة الموافقة والممانعة بين أعضاء مجلس الشورى حول زيادة المكافأة الجامعية، خرج أعضاء غاضبون من إقرارها إلى وسائل إعلامية وقالوا إنها «لم تخضع لدراسة علمية دقيقة، وأن المكافأة الحالية تكفي وهي التي تستهلك من ميزانية الدولة المليارات»، ثم عادوا وقالوا إن «السعودية تعتبر من الدول القليلة جدا التي تقدم مكافآت للطلاب الدارسين في جامعاتها، فكيف نعتمد زيادة لأمر يعد استثنائيا أصلا؟». وهنا، وبالطبع فإن لأعضاء المجلس حق الموافقة والرفض اعتمادا على ما يملكونه من خبرات ولكن: هل هم قريبون حقا وبما يكفي من الطالب الجامعي ليشاهدوا أين تذهب مكافأته الشهرية، موضع الجدل؟ والسؤال مطروح على طاولة كلا الفريقين، لكي يعرف الممانعون لماذا نحن من بين القلة الذين يصرفون مبلغا شهريا مجانيا لطلابهم، وحتى يذهب الموافقون إلى توصيات أبعد من مجرد زيادة 30 بالمائة، فالطالب الجامعي يحتاج إلى مناقشة أعمق، خصوصا بعدما فتح باب الجدل حوله، وعلى طاولة مجلس الشورى. تذهب نصف المكافأة الشهرية، على أقل الصرف، إلى جيوب ملاك الشقق والغرف حول الجامعة، وأنا أتحدث هنا عن معظم طلابها من المتغربين عن محافظاتهم وقراهم الأصلية. ويحدث هذا على الرغم من قدرة الجامعة على بناء وحدات سكنية (مرموقة)، تطرحها بالسعر الرمزي لتصبح استثمارا لها وتؤدي بها مسؤولية تجاه طلابها، إلا أن هذا لم تبادر إليه أية جامعة حتى اللحظة، وكل ما لدى بعضهم لم يتعد يوما غرفا بالية. وللذين يسألون عن تبرير هذه المكافأة: فليقارنوا حال الطالب الجامعي عندنا، بالدول التي نقف معها على ذات الحال المالي، فجامعات أولئك تكفي طلابها الحاجة إلى غيرها بتوفيرها للسكن والمأكل والنقل والتسوق وبالسعر الرمزي المعقول. ثم يذهب باقي النصف الآخر من المكافأة، لشراء متطلبات اليوم والأسبوع والشهر. وهنا أرجوكم لاحظوا كيف يقف الطالب الجامعي خلف رجل الأعمال والموظف وأمام (كوانترات) الأسواق للشراء بذات سعر من سبقوه، في المقابل يكتفي الجامعي في الدول الأخرى بإبراز بطاقته، ليحصل على تخفيض معقول لأنه لا يزال (طالب). إذن فالجامعي يستحق تلك المكافأة، وفوقها دراسة أخرى للمسؤوليات الأخرى التي تبخل بها عليه جامعته، ف (الألف ريال وما نقص منها) لا تصرف، وكما يقول الواقع، إلا لتغطية تجاهل الجامعات والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة لوضعه، وحرمانه من امتيازات تقدمها له كثير من دول العالم، وهنا للحق فإن الخطوط الجوية السعودية هي الوحيدة التي تقدم له امتيازا خاصا منذ سنوات طويلة. فيا سعادة أعضاء مجلس الشورى: طالما أنكم بدأتم الطريق، فبرجاء كل طالب جامعي، ابحثوا في ملفات أخرى تهمه كثيرا، بدءا من منهجه التعليمي إلى صندوقه الطلابي الذي يدفع له كل شهر ولا أحد يعرف أين تذهب ملايينه؟ [email protected]