مع إطلالة كل عام دراسي جامعي جديد تنطلق شائعة عن زيادة المكافأة الشهرية للطلاب، وأصبحت هذا الشائعة منهجا دراسيا يتداولونه سنويا حتى وصل إلى مرحلة التشبع، وتتبدد الأحلام من كثرة الإشاعات دون تحقيق، ولعل الخبر الأخير الذي تداولته وسائل الإعلام حول موافقة مجلس الشورى على زيادة مكافأة طلاب الجامعات بنسبة %30 فتح بابا جديدا من الانتظار الذي غالبا ما ينتهي بتبعثر أحلامهم. عبدالله جار الله يؤمل صحة الإشاعة هذه المرة: «أملنا في الزيادة أكثر من 30 % لكن الكل يعرف أنها لا تكفي لمتطلبات الجامعة من كتب ومذكرات دراسية، إضافة للغلاء المعيشي الذي نواجهه، فنتمنى أن تكون الزيادة فعلية وليست شائعة ككل عام، فالطالب له احتياجات ضرورية يتمنى أن يستطيع تغطيتها من مكافأته، مثل الأكل والسكن، بل البعض يطمح إلى أن يوفر منها لحاجاته الطارئة، ولكن ذلك شبه مستحيل»، مشيرا إلى أنه إذا تمت الموافقة على هذه الزيادة فإنه سيتحقق هدف واحد وهو قتل هذه الإشاعات ومساعدتهم نسبيا على تغيير بعض أحوالهم. التحاق بأعمال يشاركه الرأي والأمل طلحة الأنصاري: «إذا تحققت لنا موافقة مجلس الشورى على الزيادة المطروحة فإن زيادة المكافأة الجامعية بنسبة %30 لا تغني أو تسمن من جوع، فهي بالكاد توفر قيمة بعض متطلبات أعضاء هيئة التدريس التي لا تتوقف، هذا بخلاف المصاريف الشخصية للطالب، والكل يعلم أن عدم تغطية المكافأة لهذه المصاريف كان سببا رئيسيا وراء التحاق كثير من طلاب الجامعة ببعض الوظائف والأعمال الأخرى من خلال الدوام المسائي «Over time»، وهذا قد يؤثر ولو نسبيا على مستواهم الدراسي». عبدالعزيز محمد يرى أنه يجب مساواتهم بطلاب الابتعاث: «سمعنا بخبر زيادة المكافأة وما زلنا نسمع، وآخر ما صدر هو قرار عن مجلس الشورى بزيادة المكافأة 30 % وأصبح هذا الخبر متداولا بين الطلاب عن طريق الصحف والمنتديات، آملين أن يلقى القرار النور سريعا من خلال الموافقة عليه وتنفيذه في أقرب وقت ممكن». ويضيف:«تبددت مشروعاتنا السابقة من خلال الإشاعات المستمرة القاتلة لأحلامنا، وأصبحنا نفكر في الزيادة فقط، ولن يتم التفكير في أي مشروع إلا بعد التأكد من الخبر وتنفيذ القرار، فالزيادة ستغير وضع كثير من الطلاب إلى الأفضل، ويجب مساواتنا بطلاب الابتعاث، فقد تمت زيادة مكافأتهم ونحن لا نزال نعاني من ضعف المكافأة وعدم كفايتها لنا لآخر الشهر؛ لأن متطلبات الجامعة من كتب ومذكرات تحتم زيادة مكافأة الطالب الجامعي». تحسن الوضع يؤكد محمد الأحمدي أن الزيادة لا تفي بالمتطلبات الجامعية للطلاب حيث من المعلوم أن كثيرا منهم يعتمد بشكل مباشر عليها، ولا يوجد لديهم أي مداخيل أخرى، خاصة إذا كان الطالب يدرس في جامعة خارج المدينة التي يقيم فيها أهله، ولكن هذه الزيادة إذا تمت ستحسن من وضع كثير من الطلاب الذين يعانون من عدم كفاية المكافأة الحالية لكثير من احتياجاتهم الدراسية وكذلك الخاصة. ويشير بدر العبيد إلى أن زيادة المكافأة للطالب الجامعي موال سنوي يسمعه دون تحقيق، حتى الموافقة الأخيرة لمجلس الشورى على زيادتها: «سمعنا بأنه بصدد الدراسة مرة أخرى، وهذا يدل على أنه قد تكون هذه الزيادة مجرد تحريك لمشاعر الطلاب لبناء مشاريعهم الخيالية وستعود كما كانت». لافتا إلى أن الطالب يسمع منذ دخوله للمستوى الأول بزيادة المكافأة ويشارف على التخرج وهو يسمع ذلك مما أصابه بالملل والاكتئاب، وأغلب طلاب الجامعة أصبحوا يريدون الزيادة فقط» .