أمانة العاصمة المقدسة استغنت عن 750 عاملا في برنامج مكافحة حمى الضنك، ولا يعود ذلك إلى أن البرنامج قد حقق أهدافه ولم يعد للعاملين فيه حاجة تستدعي بقاءهم على رأس العمل، فما تؤكده عمليات الرصد يبرهن على أن بعوض حمى الضنك لا يزال «يسرح ويمرح واللدغ يجرح»، تسريح العاملين الذين كانوا ينتظرون تثبيتهم في وظائفهم يعود إلى أن الأمانة تعاقدت مع مقاول جديد يتولى عملية مكافحة بعوض الضنك، الذي اختلف الدارسون له حول ما إذا كان نوعا من الذباب أو جنسا من البعوض، غير أن المتضررين منه والمتخوفين من الوقوع ضحايا لضنكه لم يختلفوا حول أن المعركة الطويلة الأمد بين أمانات المدن وبعوض الضنك أو ذبابه انتهت جولاتها على مدى سنوات بهزائم فادحة، برهنت على أن ثمة خللا لم تفلح معه مليارات الريالات المرصودة في أن تحد من نشاط البعوض أو تقلل من عدد المصابين بالضنك. وعلى الرغم من أن أمانة العاصمة قد بررت فصل هؤلاء العاملين في برنامج مكافحة الضنك بتغيير المقاول، إلا أنها لم تكشف عن الإجراء الذي سوف تتبعه مع المقاول السابق الذي يتحمل فشل خطة المقاومة على مدى سنوات، وإذا كان عقدها مع المقاول الجديد لا يحمله مسؤولية الاحتفاظ بالعمال والفنيين والمشرفين والسائقين، الذين كانوا يشكلون 25 فرقة غطت عدة محافظات وقرى حول مكةالمكرمة، فهل يتضمن عقدها الجديد مع المقاول الجديد أية عقوبات ضد المقاول الجديد فيما لو استمر مسلسل الهزائم في معركة الأمانة مع بعوض الضنك وذبابه؟ فصل 750 عاملا وفنيا ومشرفا وسائقا في برنامج الضنك أشبه ما يكون بحل جيش لم يفلح قائده في الانتصار في معركة يخوضها، فهل سيفلح المقاول الجديد أو القائد الجديد لمعركة الضنك في الانتصار في معركة بجنود لا يمتلكون خبرة الحرب ضد الضنك، حتى وإن كانوا قد هزموا تحت قيادة المقاول القديم. [email protected]