من بين تعريفات العلاقات الإنسانية: «المعاملة الطيبة التي تقوم على: الفضائل الأخلاقية، والقيم الإنسانية السوية، التي تستمد مبادئها من تعاليم الأديان السماوية» فضلا عن أنها «سلوك مثالي من القائد أو المشرف». وعندما كان الأستاذ إياد أمين مدني وزيرا للثقافة والإعلام، اقترحت عليه إنشاء إدارة أو قسم للعلاقات الإنسانية، يربط بين الوزارة وموظفيها السابقين (الأحياء) وما ذاك إلا لما لوحظ من أنها تنسى في غمرة العمل، أولئك الذين أسهموا في إرساء قواعد العمل الإعلامي، وشاركوا بالرأي في اتخاذ القرار، وعملوا على النمو الإعلامي، والإداري، والفني. صحيح أن الوزارة تكرم موظفيها المتقاعدين، في حفل تتحدث فيه عن: أعمالهم التي أنجزوها، وإخلاصهم في العمل، والمدد التي أمضوها في خدمة الوزارة، وتقدم لهم دروعا، ولكن ما بعد الحفل في رأيي هو الأهم، فكم منهم هنأتهم بشهر رمضان؟، أو بعيدي الفطر والأضحى؟، أو دعتهم لحضور الندوات، والملتقيات، والمناسبات التي تنظمها الوزارة؟، وكم منهم سألت عن أحوالهم وبعضهم الآن أسير المرض؟، حبيس الجدران الأربعة لبيته؟، فالسؤال المبني على الاتصال هو: غذاء العلاقات الإنسانية، وأية قطيعة تكون عادة بفعل عدم الاتصال، أو سوئه، أو نقصه، وكم منهم طبقت معهم نظرية المنافع المتبادلة؟، وهي نظرية تنادي بأنه «لكي تستمر العلاقات الإنسانية مع الآخرين، يجب أن يكون هناك منافع متبادلة بين أطراف هذه العلاقة، بحيث لا يشعر أحد الأطراف بأنه موقع الضحية». وأبادر من جانبي لتوضيح نقطة مهمة هي: إن تبادل المنافع الذي أعنيه لا يقوم على الماديات، بل على الإنسانيات، التي تؤثر بدورها إيجابيا على هذه العلاقات، وقد سمعت من الوزير السابق للإعلام (إبراهيم بن عبد الله العنقري رحمه الله) ثناء على الموظفين السابقين، أرويه الآن: «معظمهم راقبوا أنفسهم بأنفسهم، تمتعوا بعلاقات إنسانية جيدة، عملوا بأقصى كفاءة وجهد، دعموا من حولهم، انسحبوا من المواقف التي تضرهم وتضر الآخرين، استنارت الوزارة بآرائهم، وأفكارهم، ومقترحاتهم».. ومن هنا أطرح مجددا فكرة إنشاء إدارة أو قسم للعلاقات الإنسانية في وزارة الثقافة والإعلام، أمام الوزير الإنسان (الدكتور عبد العزيز خوجة) وأتوقع أن يضع له برامج، وآليات، تضمن استمرار ارتباط الموظفين السابقين بالوزارة، وبقاء علاقاتها الإنسانية معهم بعيدا عما يتصوره بعضهم خطأ بأنه: نسيان، أو تجاهل، أو عدم تقدير، أو عدم احترام، كما أطرح الفكرة أمام رؤساء تحرير الصحف السعودية، الذين يسعدهم التواصل مع من ارتبطوا بهم مدة من الزمن. أزمة العلاقات الإنسانية في الإعلام السعودي بشقيه: العام والخاص، لا بد من أن تنتهي، والمثل الشعبي المعروف «لا قيني ولا تغديني» هو أهم علاقة إنسانية، تربط بين الإنسان وأخيه الإنسان، وتربط من ثم بين الموظف وإدارته، ومن ثم فليس للوفاء ثمن. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة