كنت ضمن مجموعة من الإعلاميين الشباب، في مجلس يتداولون فيه هموم الإعلام، وقضاياه، ومعاناة إعلامييه، وفجأة طرح سؤال عن قرار اتخذه وزير إعلام عربي سابق، بضرورة عرض مسلسلات شهر رمضان، على لجنة عليا مختصة بمشاهدة البرامج والمسلسلات قبل عرضها على القنوات الرسمية. اختلفت الأجوبة .. منهم من رأى أن تفاهة بعض المسلسلات كانت وراء القرار. أطراف ثانية رأت أن اللجنة التي ينبغي أن تكون محايدة، لا تسمح بعرض مسلسلات وتمثيليات خادشة للحياء. مجموعة ثالثة لم تستحسن القرار، ورأت أن فيه تكميما لأفواه كتاب التمثيليات والمسلسلات المبدعين، وقتلا لروح الدراما. كنت أستمع إليهم صامتا، أتفرس في وجوههم، وأتابع كلمات نطقت بها أفواههم، وأشاهد الحماس الشبابي يدب بينهم، وحينما سئلت مع أي فريق أنت؟ صمت قليلا ثم قلت: مع من يرى أن الدراما والمسلسلات الرمضانية، لا بد أن تحظى بالتزكية الكاملة من اللجنة، دون أي استثناء، مهما كانت أسماء هذه الأعمال، أو النجوم المشاركين فيها، وعزوت ذلك إلى هبوط مستوى بعض المسلسلات والتمثيليات الرمضانية، وانتهاكها حقوق المشاهدين، بفرض مسلسلات الصدور المكشوفة، والفساتين المثيرة الفاضحة بعد الإفطار، وفي الهزيع الأخير من الليل، منتهكة المرجعية الثقافية للمشاهدين، ومحولة إياهم إلى دمى تحركها إمبراطوريات التحالف بين المال والإعلام، المتلاعبة بالعقول، قيدت المتلقين بمسلسلات من: أحلام الماضي، وعصر الجواري والحريم. وغيوم المستقبل، لماذا يفرضون مسلسلات خالية من الترفيه الراقي؟ لماذا لا يقدمون مسلسلات تؤصل الأخلاقيات الاجتماعية؟ وجمال اللغة العربية؟ لماذا مسلسلات الحب، والغرام، والحزن، والكآبة؟ بعض الفضائيات العربية، تحللت من أي ارتباط أخلاقي انضباطي، ترى أن الرقابة رجس من عمل الشيطان، وهذا لا يجوز من وجهة نظرها في عصر السماوات المفتوحة، وحرية الرأي، وديمقراطية الإعلام، والعولمة، وحقوق الإنسان. أمر المسلسلات والتمثيليات التلفزيونية لا يستقيم، وفي أسواق الدراما من يتربح منها، ويوغل في نشر الغسيل القذر. حماكم الله من مسلسلات، ينتجها من خرجوا لقتالكم كما الخوارج. بريد إلكتروني: [email protected] فاكس: 014543856