تلقيت من الأخ «عبد الله محمد العقلا» رسالة يعتب فيها عليّ لاستعمالي جملة «مجلس القضاء الأعلى» (مقال نشر في عكاظ يوم 27 رجب 1430ه عنوانه هل هلالك يا رمضان) وقال مصححا: «القضاء الأعلى لله وحده». وكان الأخ «العقلا» كما قال: «عاتبت أحد المسؤولين عن استعمالها فقال: استعملها من كان قبلنا، ونحن لسنا بخير منهم علما» فرد عليه «العقلا»: «إن مصارف الكلمات، وتقدير معانيها، ليست حكرا على عالم دون آخر أو متعلم» وأضاف «ولكن سارت التسمية حتى قيض الله من يصحح الخطأ، فخرجت الأوامر والتنظيمات الجديدة تحت الاسم الصحيح: «المجلس الأعلى للقضاء» لتطابق التسمية المهمة والواجبات التي تمثلها هذه المنظومة من الرجال» وقال موجها كلامه لي: «فإن وافقتني ورغبت في التسمية فذلك ما أرجوه بهذه الإشارة، وإلا فلا سبيل أقول إلا ما جاء في كتاب الله: وربك أعلم بمن هو أهدى سبيلا». أشكر أولا الأخ الفاضل (عبد الله محمد العقلا) وأعتذر عن الخطأ الذي صدر مني، ووقعت فيه، وأميل جدا إلى الرأي الذي طرحه، وأجد أنه صواب، ولذلك لا يمكنني رفضه، أو حتى انتقاده، وهو ما أرجو أن يكون سبيل الكتاب كلما أخطأوا و«كلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابون». ولقد ذكرني الأخ الفاضل بموقف مماثل حدث لي مع الملك الشهيد «فيصل بن عبد العزيز»، فحينما كان يضخ الماء في افتتاح مشروع الري والصرف بالإحساء، وكان مذاعا على الهواء في الإذاعة والتلفاز، صدرت مني أثناء الوصف جملة «وهكذا شاءت إرادة الفيصل» فانبرى وأخذ مني لاقط الصوت (المايكرفون) وألقى علي محاضرة في حسن اختيار الألفاظ والكلمات، حتى لا يؤدي سوء الاختيار إلى غير ما يرغبه الإعلامي، إذ رأى الفيصل أن الإرادة لله وحده، وأن البشر ما هم إلا منفذون لإرادة الله، ومطالبون بحمد الله إذا وفقهم في خدمة غيرهم. يخطئ الكتاب، ويخطئ الإعلاميون أينما كانوا، حتى إذا وجدوا من يصحح لهم خطأ، فالواجب شكرهم، فقد أهدى إليهم عيبا من عيوبهم الكثيرة، وأنا منهم (رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي) المهم أن يعتذر الإنسان إذا أخطأ، وقد كان مسؤول إعلامي كبير يتباهى بأنه أمضى في العمل الإعلامي أربع عشرة سنة دون أن يخطئ خطأ واحدا، فرددت عليه: أنت لم تعمل أي شيء خلال السنوات الأربع عشرة، وإلا لكنت أخطأت، وأخطأت، وأخطأت، وأنا من أوائل المخطئين لغويا، ورحم الله الشيخ العلامة (حمد الجاسر) الذي كتب مقالا ينتقدني بشدة على أخطائي اللغوية، فكان خير معين بعد الله على تلافي النقص عندي. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة