جنوب أفريقيا، ليست جهة من الأرض أو ركنا قصيا من القارة الأفريقية فقط، ولكنها مكان محدد، أي دولة ذات كيان ودستور وتاريخ ومؤسسات، والحديث عن جنوب أفريقيا الآن أكثر إلحاحا من أيام مانديلا؛ لأنها تستضيف بعد ثلاثة أسابيع تقريبا أهم مناسبة رياضية في العالم. وحينها لن تكتفي وسائل الإعلام بالتقاط صراع البساط الأخضر وسقوط النجوم وصعود المنتخبات، لن تراقب الكاميرات إبداعات جيسي أو عنفوان رونالدو وانفعالات ماردونا فقط، بل ستتجه صوب الناس والبلد أيضا. وسنكشف أن جنوب أفريقيا، التي يذهب بعض عشاق المحيط إليها وتغري رواد السفاري بزيارتها، بلد مثل أي بلد اختار التقدم وتجاوز الماضي على أي شيء آخر. فإذا كان إرث العنصرية ما زال معششا في عقول بعض الناس والأمن يصل أحيانا إلى درجة الصفر، فإن جنوب أفريقيا تتجاوز كل هذا من أجل أن تحقق رفاهية من نوع خاص وتصدر وتغزو العالم بإنتاجاتها، وإذا كنا لا نعرف من جنوب أفريقيا إلى عهد قريب سوى مانديلا والبرتقال أبو صرة وروايات كونتس، فإنها الآن وبعد كأس العالم هي حديث العالم في كل شيء.. يا الله.. كل هذا يحدث في آخر مكان في العالم.. لا نعرفه إلا قليلا، ولكن بعد ثلاثة أسابيع سوف نعرف كل شيء عن جنوب أفريقيا. هكذا هي كرة القدم.. تفعل فعل السحر في كل شيء حتى في الجغرافيا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة