يبدو السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) غير مستعد على الإطلاق بأن يسمح لأحد بتدمير (عمله الأكبر) المتمثل في إقامة بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا ، ما دفعه للحديث عن (عنصرية أوروبية) وراء الانتقادات التي شهدها إسناد تنظيم البطولة إلى البلد الأفريقي. وتساءل بلاتر خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في مدينة فانكوفر الكندية قبل سفره اليوم الثلاثاء إلى جنوب أفريقيا للاحتفال غدا بتبقي 100 يوم على افتتاح كأس العالم هل لديهم مشكلات تتعلق باللمس؟ هل هي مشكلات تتعلق بالعنصرية ، أو مشكلات ثقافية؟ لماذا لا توجد رغبة الآن في السفر إلى جنوب أفريقيا؟. ويحلم بلاتر بحضور رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا في مقصورة الشرف بملعب (سوكر سيتي) في 11 يونيو المقبل ، عندما تلتقي جنوب أفريقيا والمكسيك في افتتاح البطولة ، رغم عدم تيقنه من حدوث ذلك. وقال بلاتر عن المناضل الأكبر ضد نظام الفصل العنصري والحائز على جائزة نوبل للسلام الذي يعاني من مشكلات صحية مع بلوغه الحادية والتسعين من العمر (إن ذلك هو ما نتمناه جميعا (حضور مانديلا للمباراة) ، لكنه في حالة الآن تجعل هناك احتمالا بحق أن نفقده في أي لحظة. نتمنى حضوره). وتعرضت أول بطولة لكأس العالم تستضيفها القارة السمراء إلى انتقادات شديدة خلال الأسابيع الماضية ، حتى وصل الأمر برئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني أولي هونيس إلى وصفها بأنها (أحد أكثر القرارات الخاطئة) التي اتخذها بلاتر على الإطلاق. لكن هونيس لم يكن الوحيد في انتقاداته. فالحذر قبل انطلاق جنوب أفريقيا 2010 زاد بعد الهجوم الذي تعرض له منتخب توجو في يناير الماضي قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها أنجولا. ورغم ذلك يؤكد بلاتر أنه لم يشكك قط بقدرات جنوب أفريقيا على استضافة البطولة ، حتى عندما صرح بوجود خطة بديلة. وقال رئيس الفيفا خلال المقابلة أن الهدف من تلك التصريحات كان :الضغط ، من أجل تحقيق تقدم. لكنني لم أشكك قط بأن كأس العالم ستقام هناك. وقلت لنفسي بل إن البطولة ستخرج جيدة جدا. نعم تحدثت عن خطة بديلة ، لكن الخطة (ب) كانت جنوب أفريقيا والخطة (ج) كانت جنوب أفريقيا. واعتبر بلاتر أن مدعاة كل هذا الصخب المحيط بالبطولة هو اعتقاد البعض بعدم قدرة الأفارقة على تنظيم بطولة لكأس العالم. وأضاف :هناك مشكلة أخرى وهي أن الأوروبيين يتساءلون عن أسباب إقامة كأس عالم هناك ، فهم قادرون على تنظيمه بشكل أفضل. نعم بالتأكيد يمكنهم تنظيمه بصورة أفضل ، لكن ذلك كنا نعرفه قبلا. أما المشكلة الثالثة فهي عدم السماح لبلاتر بتحقيق ذلك. لكن ذلك لا علاقة له ببلاتر ، كان ذلك وعدا ممن كان يشغل منصب السكرتير العام ويتولى الآن رئاسة الفيفا (يقصد نفسه) بأن نذهب بالبطولة إلى أفريقيا. وتابع :إنها أحكام مسبقة ، أفهمها لكنني لا أستوعبها. هناك رغبة لمساعدة الأفارقة وتقديم شيء لهم من كل المؤسسات الكبرى مثل بيل جيتس وبيل كلينتون. الكل يقدمون الأدوية والأموال وغيرها. كل ذلك رائع ، لكن عندما يتعلق الأمر بإظهار شيء من الثقة عبر زيارتهم ، ينتابهم الخوف. ما سبب هذا الخوف؟ هل لديهم مشكلات تتعلق باللمس؟ هل هي مشكلات تتعلق بالعنصرية ، أو مشكلات ثقافية؟ لماذا لا توجد رغبة الآن في السفر إلى جنوب أفريقيا؟. وقال بلاتر :أنا لا أعرف إذا ما كانت نفس الانتقادات ستظهر إذا كان كل مواطني جنوب أفريقيا من البيض. لقد أقيم هناك كأس عالم للرجبي وبطولات للجولف والتنس وعروض أوبرا ومسرح ، كما استضافت البلاد سباقا للفورمولا ?1. إذا كان يوجد هناك كل شيء ، فلماذا لا تكون هناك كرة القدم؟ إن ذلك يمثل بالنسبة لي علامة استفهام كبيرة. وعاد للحديث عن مانديلا الذي كان حاضرا في زيوريخ ساعة اختيار جنوب أفريقيا لاستضافة البطولة الكبيرة. وقال :إن هذه الكأس له. قال لي بعد يوم من إسناد البطولة إلى جنوب أفريقيا: لقد تحقق حلمي. لذا فإنني أتمنى أن يكون حاضرا في افتتاح البطولة.