أثلج صدري هذا التعامل الإنساني والراقي في ساحتنا الفنية والإعلامية، من خلال هذه المعايشة الصادقة التي تتوارثها الأجيال، في إتاحة مثل هذه المساحات، للحديث عن ذكريات ومواقف زملاء المشوار الذين كانوا معنا في مسيرة العطاء في زمن الهواية والعطاء الصادق. لقد عرفت خالد زارع «صوتاً» في بداية المشوار فقد ظل «خالد» خالدا في وجداننا، لما تجسده واقعية التعامل معه من جديته في العطاء، حيث كان جادا فيما يقدمه كمذيع لامع ومتميز بين أقرانه في تلك الفترة، وأيضا تميز كممثل إذاعي له مذاق شعبي أحبه الناس، أيضا كان متميزا في كل ما يكتبه ويؤلفه، وتوثقت معرفتي بالراحل حينما ظهر له برنامجه التلفزيوني الناجح والرائع في تلك الفترة «ربوع بلادي» ذلك البرنامج السياحي الثقافي المتميز الذي نجح خالد وفريق العمل معه في تلك الفترة بتخطي كل العقبات بالإمكانيات المتوفرة في ذلك الزمن فنجح «ربوع بلادي» كبرنامج سياحي استطاع أن يحتل مكانة كبيرة لدى كل المشاهدين في تلك الفترة، أذكر أنني بحكم عملي في العلاقات العامة في الخطوط السعودية.. وعلاقة «السعودية» بالسفر والترحال راودتني فكرة تقديم هذا البرنامج من خلال رحلات الخطوط السعودية، وأيضا إعداد حلقات خاصة ليتم تقديمها على رحلات «السعودية» عن بلادنا باللغات المتاحة. أعجبت بفكرة المرحوم وتوثقت علاقتي به حينما لمس حرصي الشديد لتقديم هذا العمل عبر الخطوط السعودية. ولكن كانت الإمكانيات وظروف الاستعداد الفكري لدى البعض حول الفكرة إلى معامله ورقيه تتحرك بين الإدارات ويتم تأجيل المشروع أكثر من مرة ثم تلاشى بعد أن تم تقديم بعض الحلقات «كتجارب» ولم يصمد.. وحينما ظهرت «الهيئة العليا للسياحة» عاودت الفكرة معه.. ولكن قال لي: يا هشام «ما عاد في الذاكرة شيء».. وقد كانت صحته في تلك الفترة لا تساعده، ولم أعد أتحدث معه عنها. مات خالد، وماتت فكرة إنتاج البرنامج بيننا.. إلا أنني لازلت أتمنى حدوث ذلك، لأن ربوع بلادي بنغمتها يتذكرها الجميع فيذكره خالد زارع. رحم الله حبيبنا «خالد زارع» وأسكنه فسيح جناته. * كاتب وناقد فني