كانت عولمة الفكر وفكر العولمة، والآثار الناجمة عنهما، حاضرتين في كلمة الأمير «نايف بن عبد العزيز» أمام وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي (الرياض، 21 جمادى الأولى 1431ه) فقد بات من الحقائق البديهية في عالم اليوم، أن نجاح أي مجتمع، يعتمد على حفاظه على هويته، والدفاع عن خصوصيته، والانخراط الواعي للناس، في عصر العلم والتقانة، ومن هنا أعرب «نايف» عن أمله في «أن تؤدي مؤسساتنا الثقافية، والإعلامية، والفكرية، رسالتها الأمنية على النحو المأمول» هذه واحدة، أما الثانية فأن تسهم «في بناء الاتجاهات الإيجابية لدى أفراد المجتمع، وتعزيز روح الانتماء الوطني عندهم، وبناء حصانتهم الفكرية، ضد المؤثرات السلبية، التي تضعف هويتهم الوطنية، وتغرِّب أفكارهم واتجاهاتهم، لما يخدم مصالح أعدائهم، في ظل عولمة الفكر، وفكر العولمة» (صحيفة الوطن السعودية، 22 جمادى الأولى 1431ه، ص 5). العلاقة بين الأمن والمؤسسات الاجتماعية وبخاصة الإعلامية، هي القاسم المشترك الأعظم، في فكر «نايف بن عبد العزيز»، فالتلازم بينهما يفرض تقوية ال « أنا» واعتماد الإمكانيات اللامحدودة، التي يوفرها العلم والتقانة على المستويين: المادي والفكري، وهذا ما يراه المرء بوضوح في المجتمعات الغربية، التي قاومت أخطار الغزو الإعلامي الثقافي الأمريكي، الذي يتهددها في لغتها، وأسلوب حياتها، وسلوك أبنائها. إن أي انطلاقة مجتمعية فكرية، لا تتحقق إلا بتوظيف أرقى وسائل العلم والتقنية (التكنولوجيا) في مختلف الحقول المعرفية، والخصوصيات الثقافية على صعيد إنساني، والتخطيط غير المحدود أو القاصر، الذي ينبغي أن يشمل كل مناحي الحياة، وإقامة بنية حديثة قادرة على الحفاظ على الهوية، والخصوصية، واستيعاب كل جديد، على مستوى العلم والثقافة استيعابا إيجابيا وفاعلا. ويمثل أداء المؤسسات الاجتماعية، والثقافية، والإعلامية، والأمنية، مسلسلا مترابطا من أنماط الأداء، فتوافر المعلومات العامة عن الأمن، وسياساته، ونظمه، وتعليماته، التي تسنها المؤسسات والهيئات الرسمية، ضرورة من ضرورات التغير، يخدم الناس في ترسيخ أمنهم، واستقرارهم، ويجعلهم ينسجمون مع بعضهم بعضا. الانحراف الفكري بشكل عام ظاهرة اجتماعية، لا تقتصر على بلد بعينه، وبالقدر الذي يوجد فيه نظام اجتماعي صارم، ومشاركة اجتماعية، تتراجع حالات الانحراف الفكري وتتقهقر، فهل يتحقق أمل «نايف».؟ [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة