أوصت أنشطة اليوم العالمي للربو الذي تحتفل به القطاعات الصحية في المملكة هذا الأسبوع بجانب المجتمع الدولي، على ضرورة تفعيل جميع البرامج الوقائية بمرض الربو، وتعزيز العلاجات المقدمة للمرضى، وتكثيف برامج التوعية الصحية التي تتناول التعريف بمرض الربو وأسبابه وكيفية الوقاية منه. التوعية الصحية ورأى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والمنسق الوطني للجنة العلمية الوطنية لتشخيص وعلاج مرض الربو البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة، أن اليوم العالمي للربو يأتي هذا العام في ظل عدد من النشاطات والبرامج الصحية التي تنظمها مختلف الجهات الصحية في دول المجلس، وذلك لما يسببه من عبء اقتصادي وعطالة عن العمل إضافة للوفيات المبكرة، لافتا إلى أن الإحصائيات الأخيرة بينت أن نسبة الإصابة بالمرض تقدر بواحد من كل 25 يعانون منه من سكان الكرة الأرضية، حيث يوجد نحو 300 مليون مريض ربو في العالم. وأشار إلى أن الربو هو حالة مرضية تصيب الشعب الهوائية التي تقوم بنقل الهواء من وإلى الرئتين، وأشار إلى أن الإصابة عند الأطفال تبلغ 7 10 في المائة، وتكون عند الذكور ضعف الإناث، أما البالغين فهي 3 5 في المائة، ونصف المصابين يتعرضون للربو قبل سن عشر سنوات ومعظمهم قبل سن 30 سنة، ويمكن أن تتحسن حالة المريض مع مرور الزمن وخاصة الأطفال عند وصولهم سن المدرسة. وأكد أن العلاج هو التحكم و السيطرة على أعراض نوبات الربو بالعقاقير الطبية والابتعاد عن المثيرات للنوبة، ولا يوجد علاج نهائي للربو، وأن هناك نوعين من العقاقير الطبية منها موسعات الشعب الهوائية، وتستعمل لإزالة أعراض النوبة الآنية. برنامج الربو وفي السياق نفسه، اعتبر المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور نهار العازمي، أن معدل الانتشار في الأمراض المزمنة مازال عاليا، وأنه يشكل تأثيرا على نوعية الحياة اليومية للمرضى وذويهم، داعيا إلى تفعيل إقامة فعاليات البرنامج على مدى العام وتثقيف المرضى وذويهم عن أسباب ودواعي الإصابة بالمرض، الأمر الذي سيسهم في تقليل حدة انتشاره. أما المدير الطبي لمستشفى الأطفال الدكتور حماد الشايع، فأوضح أن معدل إصابة الربو عند طلاب المدارس يقدر ب 20 في المائة في بعض مناطق المملكة، مؤكدا أن برامج التوعية والتثقيف الصحي ساهمت في خفض معدلات التنويم في المستشفيات. وأفاد استشاري الأمراض الصدرية لدى الأطفال رئيس برنامج الربو عند الأطفال ورئيس اللجنة المنظمة الدكتور أحمد أبو عباة، عن وجود 300 مليون مصاب في العالم بمرض الربو، تتشكل نسبة 40 في المائة في بعض الدول و20 22 في المائة في المملكة. ووفقا لأبو عباة، فإن تكلفة ميزانية علاج مرضى الربو تقدر ب 14 مليار دولار في أمريكا عام 2000 م، مشيرا إلى أنه من أكثر أمراض الأطفال المزمنة شيوعا وأكثرها سببا للتنويم ومراجعة الإسعاف. وأضاف «يقدم برنامج الربو عند الأطفال خدمات تدريبية موجهة للأطباء والممرضات والفنيين الذين يخدمون هذه الشريحة وبرنامجا علميا سيعقد العام المقبل في مدينة حائل عبارة عن دورة تدريبية حول الربو». الأدوية الوقائية من جانبه، أكد عضو اللجنة العلمية الوطنية لتشخيص وعلاج الربو مدير الرعاية الصيدلية في وزارة الصحة الصيدلي بتال بن سيف البتال، على جميع إدارات الرعاية الصيدلية بمختلف المناطق الصحية بالمشاركة الفاعلة في اليوم العالمي للربو وتفعيل دور الصيادلة في جميع الصيدليات في المستشفيات والمراكز الصحية من خلال المشاركة في برنامج التثقيف الدوائي. وطالب البتال العاملين في الصيدليات بإعطاء التعليمات الصحيحة والإرشادات الواضحة لمريض الربو حول أدويته والتأكد من معرفة المريض المعرفة التامة لكيفية استعمال الأدوية الوقائية التي على هيئة بخاخات؛ لأن عدم استعمال أدوية الربو الاستعمال الصحيح يؤدي إلى تفاقم الحالة ومعاناة المريض وضياع الجهود التي بذلت من جميع الأطراف. وشدد على أهمية التوعية بمرض الربو الذي أصبح باستطاعة المريض التحكم فيه والعيش بسلام مع هذا المرض، خاصة بعد التطور السريع الذي حدث أخيرا في الأدوية العلاجية والوقائية الحديثة، خاصة البخاخات التي توصف وتصرف حسب المنهاج الوطني لعلاج الربو الذي صدر حديثا من قبل اللجنة العلمية الوطنية لتشخيص وعلاج الربو في المملكة.