في إحدى الأمسيات المترفة.. التي يحضرها غالبا بعض الأغنياء.. وأصحاب الفلوس (المتلتلة) والأرصدة المتراكمة والمتصاعدة.. في الداخل والخارج. سألني أحد هؤلاء.ماذا يمكن أن نفعل للفقراء. وتطلعت إلى عينيه.. المنتفختين وبطنه الملقى أمامه.. الذي يكاد يسقط على الأرض من فرط ضخامته ورأسه الثقيل العاري الذي ركب على رقبة لولبية تعلوها ثلاثة ذقون حليقة واستراحت بكل شحمها ولحمها.. على صدره وتدلت خداه على رسفه.. كان يشبه تلك الكلاب المدللة في الغرب.. وتطلعت إلى أذنيه الكبيرتين وضحكت ولم أعلق بشيء قال: ما الذي يضحك؟ قلت: ولا أزال مبهورا بهيئته تلك. لاشيء فقط لقد تذكرت كلب جارنا الألماني في مدينة (بون). قال محتجا:أحدثك عن الفقراء، وأنت تحدثني عن الكلاب!!.. قلت ساخرا: الكلاب المميزة والمترفة فقط. قال وقد استعاد هدوءه ولم يفهم (لقد أرسلنا قافلة بأطعمة وملابس إلى الفقراء في كافة مناطق المملكة). قلت بدون اهتمام: هم لايحتاجون إلى ذلك إنهم يأكلون من خشاش الأرض ونباتها.. وقد تطوروا وأصبحوا يرتدون رداءين اثنين.. ولكنهم يحتاجون إلى سقوف تؤويهم، يحتاجون إلى منازل.. أبنوا لهم بيوتا. قال ولكن هذا يحتاج إلى نقود أكثر، يحتاج إلى ملايين. قلت: لقد بنى رجل واحد مائة فيلا على نفقته الخاصة للفقراء فلماذا لاتفعلون مثله؟ وصمت الرجل السمين. وغمزه آخر إلى جواره.. لماذا تورط نفسك، قال بامتعاض: ما لنا هذا شغل الحكومة. وقد كونوا لجانا لبحث حالة الفقراء في كل المناطق. قلت ضاحكا الله يفتح عليك وما شغلك أنت؟ ألست من كبار الأغنياء.. فما واجبكم تجاه بلادكم وأهلكم؟ قال صاحبه: واجبه أن يزيد المليار إلى مليارين والقرش إلى قرشين هل تفهم؟ قلت نعم فهمت!!