قال الضَمِير المُتَكَلّم: ذات ليلة بينما كان الطيب عبدالعزيز ينام في دِعَة وأمان، في ليلة كانت اعتيادية، حتى سمِع هاتِفًا يناديه، استيقظ، فرأى بجواره رجلاً غريب اللباس، شعره أبيض ولحيته طويلة، لا يعرفه ولا يرَى عليه أثر السفر!! صرخ عبدالعزيز (بسم الله): مَن أنت؟! هل أنت جَانّ؟ هل أنت لصّ؟ هل أنت إرهابي؟ فقال الغريب: لا تخف، لست منهم! هدئ من روعك، أنا أفلاطون، أكيد تعرفني يا عبدالعزيز، نعم قرأت عنك في التاريخ القديم، كيف أتيت؟ وماذا تريد أيها العظيم؟! أجاب أفلاطون: أمّا قدومي فكان على الخطوط السعودية التي تأخرت في الإقلاع أكثر من خمس سنوات! ولقد جئت قادمًا من الماضي البعيد، وقطعت تلك السنين الطويلة لأغزو مدينتي الفاضلة، فأريحها وأهلها الطيبين من بعض ما تعانيه! فمدينتي حبيبتي تعاني منذ سنوات، رأيتها تسكب على صعيدها الطاهر العَبَرَات؛ فجئتها (طالِبًا الإجابة على أربعة تساؤلات)، فساعدني يا صديقي بصريح الإجابات، قال عبدالعزيز: هاتِ ما لديك من تساؤلات، وجوابها في آخر الفقرات: (1) على مدينتي الحبيبة صُرفت المليارات، تتلوها المليارات منذ سنوات، ولكني أراها تفتقد للكثير من الخدمات، فأين ذهبت تلك المليارات؟! مَن ضيّعها؟ (2) ما أعرفه أن الديناصورات انقرضت منذ قرون، فلا وجود لها إلاّ في المتاحف وبعض الحَفريات، ولكن في مدينتي تعيش الديناصورات، فبعض المسؤولين فيها لهم ربع قرن من السنوات؟ ألا يوجد غيرهم من الكفاءات؟ أم كل الرجال في مدينتي أصبحوا من الأموات؟ (3) في مدينتي الأحياء التي يقطنها المسؤولون والأغنياء مترفة بكل الخدمات، وأمّا مناطق الفقراء فمهملة تنقطع فيها المياه والكهرباء، أليس الوطن للجميع، أم هناك أموات وأحياء؟! (4) وأخيرًا: لماذا أهل مدينتي صامتون، ولا يتكلمون؟ هل هو الخوف، أم مِن مرض الطيبة يُعَانون؟! انتهت أسلحتي أعني أسئلتي، فأجابني يا عبدالعزيز !! في هذه اللحظات استيقظ عبدالعزيز، وتلاشى أفلاطون، فقد كان حلمًا داخِلَ حلم!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]