أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم بارتفاع طفيف في آخر يوم بمقدار نقطتين تقريبا وبقيمة تداولات بلغت 3.2 مليار ريال وعند نقطة 6691 نقطة. آخر تداولات الأسبوع شهدت تباينا شديدا في حركة السوق التي بدأت بارتفاع وصل إلى 40 نقطة تلاه انخفاض بنفس مسافة الارتفاع ثم إغلاق بتقليص الخسائر وارتفاع طفيف بنقطة واحدة. هذا السلوك يعبر بوضوح تباين الحالة النفسية بين المتداولين لكنها أيضا تبين أن الحالة النفسية ليست بأسوأ حالاتها كما أنها لا تميل إلى أن تكون متفائلة من الأوضاع الاقتصادية بالقدر الذي يجعلها لا تميل إلى البيع وتحقيق المكاسب الآنية والسريعة. وهذا الوضع هو صورة طبق الأصل لما يحدث بكل الأسواق العالمية، فالمتتبع لمسار حركة الأسواق من حيث النواحي الفنية يجد صعوبة بالغة في قراءة المسار وبناء التوقعات حيث تسيطر الأخبار والبيانات على مسار المؤشرات وحركته الصاعدة والهابطة. إلا أن هذه التحركات سواء للأعلى أو الأسفل لا تزال ضمن المتوسطات التي حتى لو تم كسرها فإنها لا تعكس الاتجاه بصورة كلية، فبالرغم من الهبوط الحاد الذي تعرض له المؤشر في أول تداولات الأسبوع المنصرم وهبط فيها بحدة بقوة 302 نقطة تقريبا ووصل إلى نقطة دعم 6470 نقطة تقريبا كان أيضا هبوطا ضمن القناة الصاعدة المتوسطة الأجل حيث أن كسر نقطة 6444 يمكن أن يتلوه كسر لنقطة 6350 ثم الوصول للخطوط الحمراء الخطرة عند 6300 والتي يقع عندها متوسط 200 يوم المتحرك إذ أن كسر هذا المتوسط هو بدون جدال خروج تام من القناة الصاعدة والدخول فعليا بحركة تصحيح لا يعرف أين تنتهي وكيف ستكون. وقد يكون الهبوط الحاد الذي تعرض له السوق في هذا الأسبوع وأغلق دون إغلاقات الأسابيع الأربعة المنصرمة جيدا للفترة المقبلة من هذا الشهر بشرط أن يكون إقفال الأسبوع القادم مدعوما بشمعة أسبوعية خضراء تعلو قمة الشمعة السابقة، وما لم يحدث مثل هذا الوضع فإنه ليس من السهولة العودة إلى القمة السابقة والاستقرار فوقها. وما لم تكن هناك محفزات وأخبار قوية من شأنها تحفيز السيولة الشرائية على إبقاء الأسعار عند المستويات التي تصل إليها وتجتذب مزيدا منها فإن الأمور قد لا يطرأ عليها تحسن كبير. ويجدر بنا أن نركز على مسار سهم سابك الذي كان بدون شك العمود الفقري لصعود المؤشر لهذه المستويات مع دعم جيد وثانوي من أسهم قيادية أخرى تباينت حركتها في الفترة الماضية باستثناء 3 أسهم استطاعت تحقيق استقرار ملحوظ في حركتها الصاعدة كما استطاعت المحافظة على ارتفاع أسعار أسهمها وهي المراعي وموبايلي وجرير. حركة المؤشر للأسبوع المقبل يتوقع أن تقع ضمن نطاق تذبذب متوسط ويغلب عليها الارتفاع حيث يقع المؤشر الآن ما بين نقطة دعم أولي عند 6631 نقطة ومقاومة أولى عند 6843 نقطة ويستلزم الأمر متابعة الدعم الثاني عند 6557 نقطة إذ أن كسره ربما يعود به لاختبار دعم 6470 نقطة وهو دعم خطر لو تم كسره فإنه سيكون قريبا جدا من الدخول في موجة هابطة وهو ما سيحدد حدوثه إغلاق الأسبوع، وعلى الجانب الآخر فإن اختراق مقاومة 6850 والبقاء فوقها خاصة بإغلاق آخر الأسبوع سيكون له احتمالات جيدة تقلص من احتمالات الوصول لدعم منخفض ويدعم توجه المؤشر لبناء قمة جديدة تقع ما بين نقطة 6978 و7035 بشكل مبدئي وهو الأمر الأكثر احتمالا.