سجل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية ومن خلال الجلسة الأخيرة ليوم الأربعاء الماضي قاعا عند مستوى 6196 نقطة عائدا إلى الخلف من قمة 6578 نقطة سجلها بتاريخ 25/10/2009م، كما سجلت السيولة اليومية قاعا عند مستوى أربعة مليارات وفي الجلسة الأخيرة أيضا، بعد أن سجلت قمة عند مستوى 8.3 مليار في تاريخ 19/ 10/ 2009م، وهذا يعني أن المؤشر العام فقد ما يقارب 382 نقطة والسوق تخلصت من 50 في المائة من حجم السيولة مقارنة بقيم التداولات في الفترة السابقة، فمن أبرز الأسباب التي أدت إلى ضعف المؤشر العام والسوق معا تغلب السيولة الانتهازية على السيولة الاستثمارية، وبهذا تصبح أمام السوق عدة خيارات في الأيام المقبلة وقبل بدء إجازة عيد الأضحى التي من المقرر أن تبدأ بنهاية تداول يوم الأربعاء 08/12/1430ه الموافق25/11/2009م، على أن يستأنف التداول بعد الإجازة يوم السبت 18/12/1430ه (حسب تقويم أم القرى) الموافق 05/12/2009م. وبعيدا عن الدخول في متاهات تتبع تلك الخيارات المعقدة، فإنه يمكن فهم توجه السوق من خلال متابعة بعض الملامح التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، ومن أهمها كسر المنطقة الأولى الممتدة ما بين 6178 إلى 6140 نقطة ومقارنتها بحجم السيولة، فكلما كانت السيولة تتعدى أربعة مليارات ريال، فالسوق تميل إلى السلبية، ومازالت أمامها فرصة للهبوط ويعتبر خط 6054 نقطة من أهم الخطوط التي ليس من الأفضل كسرها في الوقت الراهن، وفي أسوأ التقديرات كسر حاجز 5918 نقطة، أما في حالة تراجع المؤشر العام مع عدم كسر خط المنطقة الأولى ولم تدخل سيولة جديدة فإن الوضع يكون غير جيد حتى تحقق ارتفاعا بمعدل مليار ريال مع ارتفاع المؤشر العام بمقدار 100 نقطة، ويعتبر في مثل هذه الحالات ارتدادا أقرب إلى المضاربة اليومية مع متابعة نقاط القمة الرئيسية مثل خط 6333 نقطة ثم 6366 نقطة، وملاحظة أن المؤشر العام يدخل تعاملاته اليوم وهو يملك خط دعم أول عند مستوى 6214 نقطة، ثم خطا ثانيا عند مستوى 6155 نقطة، فيما يجد نقاط مقاومة عند مستوى 6273 نقطة، وثانيا عند مستوى 6293 نقطة، فمن الواضح تقارب نقاط المقاومة، بعكس نقاط الدعم التي تأتي متباعدة بشكل أكثر. إجمالا تقع السوق حاليا في مسار هابط حتى إغلاق الأسبوع الماضي، وغالبا ما تكون المضاربة في المسار الهابط فيها صعوبة خاصة على المضارب غير المحترف، ولكن هناك بعض الملامح الإيجابية التي ظهرت في الجلسة الأخيرة، ومنها تغلب قوى الشراء اليومية على قوى البيع، وهدوء أسهم الشركات الصغيرة ومحاولة انتقال السيولة إلى أسهم الشركات المتوسطة ذات المحفزات، إلى جانب تماسك أسعار الشركات القيادية، وإن كان من الأفضل إكمال جني إرباحها بشكل كامل، فمن الأهداف التي كانت تسعى السوق إلى تحقيقها في الموجة الهابطة الحالية التركيز على أسهم الشركات الصغيرة والخفيفة، وإهمال الشركات القيادية إلى ما قبل قرب إعلان نتائج الربع الرابع وبدء حظر أعضاء مجالس الإدارة، وهذا استغل من قبل الصناديق في القيام بتصريف الأسهم التي حققت أكثر من 40 في المائة تحسبا لأي احتمال مقبل، مع ملاحظة أنه عقدت صفقة كبيرة على سهم الراجحي في جلسة الأربعاء الماضي، وكان من ضمن الأسهم التي شهدت تغييرات خاصة بكبار الملاك في الجلسة الأخيرة، ففي حال استمرار هذه الإيجابية تعتبر إشارة أولية على أن السوق تتهيأ، أو على الأقل اقتربت من تحقيق مسار صاعد جديد، مع ملاحظة أن السوق تحاول مسابقة إعلان أرباح الربع الرابع، ومن أبرز السلبيات التي تعاني السوق منها في الفترة الحالية تردد دخول السيولة الاستثمارية ففي حال مواصلة إحجامها عن الدخول فإن الهبوط سيكون اضطراريا، إلى جانب الأخبار الاقتصادية العالمية التي تشير إلى تراجع الاقتصاد العالمي خلال عام 2010م.