صديقي.. ألم يعد لدينا قصص يمكن لنا أن نتفاخر بها، سوى قصة إمام اختبرت أمانته بربع أو نصف «باوند» ونجح في الاختبار، مع تحفظي على التفاخر لأنه عنصرية إلى حد ما؟ يقول الدكتور الراوي: حدثني إمام مسجد في لندن، كان قد ركب «الأتوبيس»، ولم يكن معه «فكة» فأعطى السائق كم «باوند»، وأرجع له الباقي، ثم جالس الإمام على الكرسي. حين راح يعد الباقي، وجد أن هناك زيادة، قال الإمام لنفسه: أعيدها له، فالشركة في النهاية ستجرد عليه كل ما في الصندوق، وإن نقص شيء يدفعه السائق. قال لنفسه أيضا: ولكن هو كافر، وإن كان كافرا تسرقه، لا سأتبرع بها لمسجد، أو سأشتري كتبا إسلامية وأوزعها على الناس، لا سأرجعها. وهكذا دخل الإمام في جدل مع نفسه حول الثروة التي سيتبرع بها أو يعيدها، إلى أن وصل «الأتوبيس» إلى المحطة التي سيهبط فيها الإمام، فقرر أن يعيد «النصف باوند أو الربع». قال الراوي الدكتور: قرر الإمام أن يعيد المبلغ قائلا للسائق: أنت أخطأت بالحساب، وهذا الباقي. قال السائق للإمام: أنت نجحت في الاختبار، ألست أنت إمام المسجد؟ تابع السائق: لقد كنت أسمع عن أن المسلمين أمناء ويصدقون في مواعيدهم، وأردت أن أختبر إمامهم، ونجحت في الاختبار شكرا. حمدت الله أن الراوي الدكتور لم يكمل القصة بالطريقة المعتادة، ويعلن أن سائق «الأتوبيس» أسلم لأمانة الإمام، وكان المبلغ «نصف أو ربع باوند». صديقي.. لماذا عليهم الجلوس كل مساء في المحاضرات إن لم يكن لديهم ما يرفعون به وعي أولئك التلاميذ، الذين جاؤوا لتلقي العلم، فوجدوا من يريد تسطيح عقولهم؟ ثم كيف فكر الإمام أن يسرق المال، وتراوده نفسه على مبلغ تافه؟ هل لاحظت أنه كان يريد التبرع بالمبلغ، ثم فكر أن يشتري به كتبا، ما الذي يمكن شراؤه بنصف «باوند»؟ يعجبني بعض الرواة وخصوصا حين يكونون صادقين مع تلاميذهم، كالشيخ أبي إسحاق الجويني، حين اتهمه كاتب في مصر بأنه تلقى 5 مليارات ريال سعودي. فدافع عن نفسه أمام تلاميذه قائلا باللهجة المصرية الجميلة: «هو أنا لو معاي كل دا كنت أعدت معاكم، أو عبرتكم»، فضحك تلاميذه على دعابته وصدقه، وأنه جلس معهم لأنه لا يملك كل هذه الأموال، وأنه لو ملكها «لما عبرهم» جميعا. التوقيع : صديقك [email protected] S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة