شدد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور صالح الفوزان على ضرورة محاربة الغلو والتساهل؛ لأن الوسطية تقتضي تجنبهما وعدم التركيز على أحدهما دون الآخر. وأضاف: يجب علينا إذا أنكرنا التطرف والغلو أن ننكر التساهل والتفريط أيضا، أما أن نركز على جانب ونهمل الجانب الآخر فهذا خطر. وبين أن المقررات الدراسية تناولت هذا الأمر بشكل متميز عملا بقول الله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). واستشهد الفوزان بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (سددوا وقاربوا)، مبينا أن معنى التسديد إصابة الحق، ومعنى المقاربة مقاربة التسديد، فإذا كان الخطأ يسيرا فهذه مقاربة تجبر بالاستغفار والتوبة فالدين سمح وقد جاء برفع الحرج. وبين أن التسامح أمر مطلوب حيث جاءت به الشريعة وحثت عليه، مؤكدا أن ذلك محصور في حقوق المخلوقين وليس في حقوق الله تعالى. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أنه كما ينكر على الغلاة والمتطرفين والمتشددين فإن الإنكار يكون بالمثل على المتساهلين في أوامر الله ونواهيه وشريعته. وحذر الفوزان من المفاهيم الخاطئة تجاه الرخص الشرعية، مبينا أنه ليس معناها اتباع الشهوات ومجاراة الناس وترك أوامر الله، فالشريعة حددت مواضع الأخذ بالرخص. وزاد «لسنا مع المتشددين أو المتساهلين وإنما نحن مع المتوسطين الذين يسيرون على الصراط المستقيم، وهذا ما نتدارسه وندرسه في مدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا، نتدارس طريق الوسطية في كل أمر من أمور الدين». وشدد الفوزان أنه لا يجوز للعلماء السكوت عن المتساهلين أو المتشددين، مؤكدا أنه يجب عليهم بيان الطريق الصحيح للأمة والإنكار على الطرفين كي لا يضلوها. وطالب عضو هيئة كبار العلماء بتلقين الناشئة مبدأ الوسطية في دينهم، مبينا أن المناهج والمقررات التي تدرس تحمل هذا النهج، إلا أن المطلوب هو شرحها وبيانها لهم، والكتب لا تكفي وحدها. وأرجع الفوزان الحاجة إلى منهج الوسطية إلى أن «الناس يتنازعهم تياران، تيار الغلو والتشدد وتيار التساهل والضياع، فيجب أن نعرف هذا الأمر وأن نوضحه للناس وأن نتمثله لأنفسنا أولا حتى نكون من أمة الوسط، ونكون على الوسطية التي هي ديننا».