قال الشيخ عبد العزيز بن حميِّن الحميِّن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن تعزيز الوسطية بين أفراد المجتمعات، مطلب مهم للعيش الرغيد، واستقرار الأمم والشعوب، مشيداً بمبادرة جامعة طيبة في تنظيم مؤتمر (دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية) الذي يهدف إلى تأصيل وتعزيز مبدأ الوسطية علمياً وعملياً بين شباب العالم العربي. وأبان الحميّن: إننا في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى تعزيز المنهج الوسطي في نفوسنا ونفوس أبنائنا ومجتمعنا بشكل عام؛ حتى ننعم بالعيش الكريم، والراحة والطمأنينة، وفق مبادئ شريعتنا الإسلامية، وتحت ظل قيادتنا الرشيدة. وطالب الحميّن بنقل حقيقة ديننا للعالم، فهو الدين الذي جاء رحمة وخلاصاً للعالمين من الأغلال والآصار، مؤكّداً ضرورة تقديم النموذج العملي بالقدوة الحسنة كما كان سلف هذه الأمة وتاج وقارها سيدها عليه الصلاة والسلام الذي كان وسطاً في كل شيء وما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما وحفظت الأمة من قوله عليه الصلاة والسلام (بعثت بالحنيفية السمحة). وقال الحميّن: إن الوسطية والاعتدال من أبرز مميزات ديننا الإسلامي، وعناصر تفرده بل إن عقيدة الإسلام وشريعته جاءت وسطاً بين الأديان ووازنت بين كل مكونات الحياة؛ فالوسطية هي الرسالة السامية، وهي المنهج الرباني لصلاح الأمم والشعوب، وبها استقرار معاش الناس ونفوسهم، وهي الميزان الفاصل بين الحق والباطل، وبين الإفراط والتفريط، والغلو والجفاء. وأوضح أن المسلمين بدينهم وسط في توحيد الله وأسمائه وصفاته، كما أنهم وسط في الإيمان برسله وكتبه وشرائع دينه ووسط في الأمر والنهي والحلال والحرام في تناسق شرعه اللطيف الخبير يناسب كل البشر في كل الأحوال والأزمان، مضيفاً أن الناظر في الأدلة الشرعية يجد أنها قد تضافرت لتحقيق هذا المعنى قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)، ومن هذا المنطلق تأتي عناية المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة الرشيدة لتبني الوسطية المستمدة من الشريعة الإسلامية كمنهج أساسي للحكم، فدينها الإسلام، وعقيدتها عقيدة التوحيد، ودستورها هو الكتاب والسنة، ومنهج حياتها يأخذ بكل حديث يصلح حياة الناس ويدفع عجلة تطورهم دون مساس بالثوابت.