أعلنت جامعة الملك عبدالعزيز أمس، إبرام اتفاق تعاون تقني مع المؤسسة الألمانية يختص بتنفيذ شراكات بين الجامعات والمعاهد العالمية في مجال البحوث البحرية. ويهدف الاتفاق المبرم والممتد لثلاث سنوات مقبلة إلى نقل التكنولوجيا إلى كلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز ، وذلك من طريق بناء بنية تحتية قادرة دوماً على استخدام وإعطاء صورة متكاملة عن الموارد البحرية الفيزيائية والجيولوجية والكيماوية والحيوية المتوفرة في بيئة البحر الأحمر، في حين يشتمل مشروع التعاون السعودي الألماني على وجود أربعة مشاريع بحثية على امتداد ساحل جدة وحتى المنطقة العميقة ذات الأغوار الحارة. وتتوزع الأبحاث المعتمدة، إذ إن البحث الأول يتعلق بدرس انبثاق السوائل والغازات من البحر الأحمر للجانب السعودي، ويعطي نافذة على العمليات التي تؤدي إلى تكوّن تحلل «الهيدروكربونات» تحت قاع البحر، وهو بحث يهدف إلى استخدام التداخل بين العلوم المختلفة من أجل فهم العمليات «البيوجيوكيماوية» والتي تؤثر في الغازات «الهيدروكربونية» عند الحدود الفاصلة للرواسب بين المحلول المحلي في البحر علي طول قطاع جدة. أما البحث الثاني فيختص بالبراكين والطاقة الحرارية المائية في منخفض «اتلانتس 2» العميقة والمنطقة المحيطة، ويهدف إلى تعزيز فهم النظام الحرمائي للبحر الأحمر من خلال درس هذا المنخفض الذي يعتبر فريداً من نوعه، وهو ذو نشاط عالٍ ومنطقة حساسة بالمقارنة مع البقع الحرمائية في محيطات العالم. في المقابل، يتعلق المشروع الثالث بالتدرج في تركيز العناصر المغذية في البحر الأحمر وكيفية ارتباطها بوفرة العوالق النباتية والحيوانية، وتنوعها مع تفاعلها بين الطحالب الكبيرة والمرجان، إذ يهدف المشروع إلى درس التدرج في تركيزات العناصر المغذية لمياه البحر أمام محافظة جدة ومدي تأثيرها على السلسلة الغذائية والإخلال بالنظام البيئي وتحكمها في المخزون السمكي، إضافة إلى ربطها بالتأثير الكبير الذي تحدثه على الشعاب المرجانية نتيجة الإسراع في نمو الطحالب الضارة بشكل كبير والتي تنافس المرجان وتؤدي إلى موته وموت الأسماك، ولذلك فمن المهم أن يتم التصدي للمشكلة في أقرب وقت ممكن. ويرتبط المشروع الرابع، بالعمل على تطوير نظام الرصد الساحلي (CMS)، وذلك لضمان تخطيط بيئي مستدام في الشريط الساحلي لمدينة جدة، يهدف هذا المشروع إلى وضع نظام مراقبة ساحلي للتخطيط البيئي المستدام على ساحل جدة. وفي هذا السياق، أوضح عميد كلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي العيدروس أن هذا المشروع سيشارك فيه 19 عالماً سعودياً من كلية علوم البحار في تخصصات مختلفة. حيث سيتم استخدام سفينة الأبحاث العلمية «ف س بوسيدون» لتنفيذ هذه الدراسات، مشيراً إلى أن هذا المشروع يقدم فرصة جيدة لأعضاء هيئة التدريس في كلية علوم البحار، إذ يسهم في تحسين خبراتهم العلمية والعملية، و ذلك من خلال برنامج لتبادل الزيارات والآراء، مع إتاحة الفرص الجيدة للنشر العلمي المشترك في المجالات العلمية العالمية المرموقة. وأضاف : «معهد «لايبنز» لعلوم البحار في «جامعة كيل» الألمانية سيستضيف عدداً من طلاب الكلية المتخصصون في مجالات علوم البحار في برامج محددة، كذلك سيتم توفير التدريب للعلماء والفنيين العاملين بالكلية في المجالات الخاصة بجمع المعلومات وتحليلها والاشتراك في الرحلات العلمية»، وقال العيدروس: «إن كلية علوم البحار تسعى إلى تحسين جودة معاملها ورفع مستوى أدائها من طريق تجهيزها بأحدث الأجهزة العلمية من خلال هذا المشروع المشترك».