استعرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في لقاء جمعه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط في الرياض أمس، عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. حضر اللقاء، صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، ومن الجانب اللبناني وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، وتيمور وليد جنبلاط. من جهة أخرى، أدى القسم بين يدي خادم الحرمين الشريفين في قصر اليمامة أمس، رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبد الله يماني، نائبه الدكتور وليد بن حسين أبو الفرج، ونائب رئيس المدينة لشؤون الطاقة المتجددة الدكتور خالد بن محمد السليمان بعد صدور الأمر الملكي بتعيينهم في مناصبهم الجديدة. وقال المسؤولون الثلاثة أمام الملك: «أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لديني، ثم لمليكي وبلادي، وألا أبوح بسر من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها، وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص». وهنأ الملك الجميع بهذه المناسبة قائلا: «أهنئكم وأبارك لكم بهذه الخطوة المباركة لخدمة دينكم ووطنكم وشعبكم، وأرجو لكم التوفيق والنجاح، وعلى الله التوفيق. وشكرا لكم». وتشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. بدوره، قال رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في كلمة أمام الملك: «إنه لشرف عظيم لي وزميلي أن نقف بين يدي مقامكم الكريم، لنرفع لكم أسمى آيات الشكر والعرفان على الثقة الملكية الغالية التي أوليتمونا إياها للقيام على تحقيق رؤيتكم الثاقبة في مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة». وزاد يماني: «هذا الصرح العلمي التنموي الذي قررتم تنفيذه، يأتي مكملا لمنظومة المؤسسات الحضارية التي تم تشييدها خلال عهدكم الزاهر الميمون. وإن المتمعن لقراركم الحكيم والقارئ لنظام المدينة ليصل إلى قناعة سريعة؛ أن المملكة التي تتبوأ الآن مركز القيادة في مجال توفير الطاقة الموثوقة للعالم نتيجة لما حباها الله من الموارد الهيدروكربونية، عازمة على استمرار ريادتها في مجال الطاقة مهما تغيرت خارطة الطاقة المتوفرة في السوق العالمية على المدى البعيد». وأوضح رئيس المدينة أمام خادم الحرمين الشريفين، أن المملكة لتشهد في ظل توجيهاتكم مسيرة تنموية شاملة في جميع المجالات، وقد ترتب عليها نمو مطرد وبمعدلات عالية للطلب على الكهرباء والمياه المحلاة، ويقابل هذا الطلب على الكهرباء والماء طلب متزايد على البترول لاستخدامه وقودا لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، ولذا فقد جاء قراركم بوضع سياسة وطنية متكاملة للطاقة الذرية والمتجددة. وبين يماني أن سياسة الطاقة الذرية والمتجددة تتضمن استخدام مصادر بديلة مستدامة وموثوقة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة، ليوفر ضمانا إضافيا لإنتاج الماء والكهرباء في المستقبل، ويوفر في الوقت ذاته الموارد الهيدروكربونية مما يؤدي إلى إطالة عمر هذه المورد وإبقائه متاحا للتصدير، وبالتالي مصدرا للدخل لفترة أطول. وأشار رئيس المدينة إلى أن هذه المدينة ستكون مؤسسة تمكينية تعزز وتدعم القدرات الموجودة، وتستحث القدرات الكامنة في عدد كبير من المؤسسات التنموية القائمة في المملكة، إذ إنها ستوفر قيمة مضافة للمنتجات العلمية والصناعية والخدمية التي تقدمها هذه المؤسسات. وذكر يماني أن من مهمات المدينة دعم ورعاية نشاطات البحث والتطوير العلمي وتوطين التقنية في مجالات اختصاصها، وتحديد الأولويات والسياسات الوطنية في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والمتجددة، من أجل بناء قاعدة علمية في مجال توليد الطاقة والمياه المحلاة وفي المجالات الطبية والصناعية والزراعية والتعدينية. وتشمل المهمات، تحفيز القطاع الخاص لتطوير بحوث المنتجات في هذه المجالات، بما في ذلك ترشيد استخدامات الطاقة للمحافظة على الموارد الطبيعية وتحسين كفاءة استخدامها، وتشجيع البحوث التي يجريها الأفراد والمؤسسات والهيئات في الجامعات ومراكز البحوث في المملكة، والتعاون مع المؤسسات المماثلة في الدول الأخرى. وتتضمن المهمات أيضا، تطوير الكفاءات العلمية وتدريبها في مجالات اختصاصها، وإصدار التنظيمات الخاصة بالوقاية من الإشعاعات الذرية بالنسبة للعاملين والمتخصصين وكذلك بالنسبة للجمهور. وتوجه رئيس المدينة إلى خادم الحرمين الشريفين بالقول: «لقد قوبل قراركم التاريخي بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بالاستبشار والتفاؤل لدى كافة أبناء شعبكم، إنه تفاؤل بمستقبل مشرق وزاهر بإذن الله، وفي الوقت الذي نستشعر عظم المسؤولية نعاهدكم يا خادم الحرمين الشريفين أن نقوم بعون الله وتوفيقه على تنفيذ رؤيتكم الثاقبة لهذا الصرح الواعد بكل تفان وإخلاص». حضر الاستقبال، صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم، والوزراء. إلى ذلك، أبرق خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، تهنئة للقائم بأعمال رئيس بولندا برونيسلاف كوموروفسكي بمناسبة يوم الدستور لبلاده.