يرقد في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة خمس حالات خرجت من بين ركام العمارة المنكوبة منهم السيدة وردة محمد يوسف التي تروي ما حدث قائلة «كنت أجلس في صالة المنزل وما هي إلا ثوانٍ حتى اهتز المبنى بالكامل لينهار إلى الأسفل، ولم أعِ ما حدث إلا بعد مرور بعض الوقت، وكان الظلام يخيم على الوضع، بالإضافة إلى الغبار الكثيف، ظللت حينها قرابة 10 دقائق أحاول أن أفهم ما جرى إلى أن سمعت أصواتا تصدر تنادي، فحاولت الحديث معها بلا جدوى فقد انعقد لساني ولم ينطق إلا بعد أكثر من ساعة على وقوع الحادث بعد أن شاهدت بصيص نور يأتيني من الأعلى». وتستكمل وردة «رجال الدفاع المدني هم من أخرجوني من تحت الأنقاض، وكنت أحس بالآم في يدي اليسرى وقدمي والآم أخرى في ظهري، وكنت أفكر في أبنائي حين انتشالي، وعلمت بوفاة أصغرهم وهو ريان (البالغ من العمر عامين) فيما أنقذ الله لي عبد الله وزهرة وبدرية، وكنت متخوفة على الداوم من شقوق كبيرة توجد في المنزل، ولكن لم أتوقع أن ينهار كل شيء في لحظة». الحكايات تتوارد على ألسنة المصابين، حيث تروي عدية محمد نور ما تعرضت له، وتقول «كنت أقف في مطبخي وفجأة انهارت كل الجدران حولي، فسقطت واحتجزت تحت كميات كبيرة من الصخور والرمال، وكنت أنادي على بعض الأشخاص أسمع أصواتهم وبعد ما يقارب ثلاث ساعات تم انتشالي من تحت الأنقاض، لكني لم أستطع الحركة لوجود آلام أسفل ظهري ليكتشف الأطباء وجود كسر بالحوض». للخوف والرعب معنى مختلف لدى الأطفال المصابين، ويروي عبد الله سيدو ما جرى «كنت ألعب مع أختي زهرة وفجأة نظرت خلفي ولم أشاهدها وتفاجأت بغبار كثيف وكانت هناك حفرة في المنزل، وخلال ثوان انهار المنزل بأكمله، ولم أعِ ما يحدث حولي؛ فقد كنت أسمع أصواتا تصدر من الأعلى إلا أني لم أشاهد شيئا، فقد كان هناك ظلام وصخور وأتربة تسقط علي ولم أعرف ما حدث للآن وكل ما عرفته بأن أخي الصغير ريان سافر عند الله». بدورها تقول زهرة سيدو «كنت ألعب مع أخي وفجأة شاهدته يرتفع عن الأرض ويسقط في حفرة».