تلعب القروض دوراً حيوياً في دفع أفراد المجتمع على المضي قدماً في إنفاق الأموال الضرورية والاستهلاكية مما وضع الكثير من هؤلاء المقترضين في مشاكل مادية مع الديون والأقساط المتراكمة، الأمر الذي ساهم في نسف كل الجهود الرامية إلى رفع درجات الوعي الادخاري والاستثماري. ومن الملاحظ أنه في السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة هذه القروض خاصة بعد ارتفاع أسعار السلع والخدمات وغلاء الحياة اليومية وصعوبة مواجهة مصاريف ضرورية على وجه الخصوص في مجالات التعليم والعلاج والسكن وبقاء الدخول ثابتة كما هي مما زاد من أعباء الأفراد وخاصة ذوي الدخل المحدود. لجأت الكثير من الأسر إلى القروض الاستهلاكية لتحقيق نوع من التوازن بين ضعف القوة الشرائية وغلاء الحياة المعيشية. وقد تعددت مؤسسات الإقراض وزاد التنافس بينها فقدمت العديد من العروض المغرية لتجذب عدد أكبر من الأسر. وقد كشف أحدث تقرير من مؤسسة النقد العربي السعودي لعام 2009م ارتفاع حجم القروض الاستهلاكية ويطاقات الائتمان التي تقدمها البنوك المحلية بنهاية 2009م إلى 188.5 مليار ريال بارتفاع نسبته 6.5% مقارنة بنهاية عام 2008م الأمر الذي يعني الإقبال المتزايد من قبل أفراد المجتمع السعودي على القروض الاستهلاكية والبطاقات الائتمانية وإن سهولة الحصول على هذه القروض الاستهلاكية هيأت مناخا مناسباً لشراء السلع الكمالية التي أصبحت ترفاً للحياة. لذا نقول الحل الأنسب للحد من ظاهرة انتشار القروض الاستهلاكية هو تعزيز مبادئ الادخار وغرس مفاهيمه في المجتمع عن طريق المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة. * أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف