اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير أن فوزه في الانتخابات الرئاسية التعددية السودانية الأولى منذ ربع قرن هو نصر لكل السودانيين، تاركا الباب مفتوحا أمام مشاركة المعارضة في حكومة وحدة وطنية دون أن يشير إلى ذلك صراحة. وقال الرئيس السوداني، بعيد إعلان فوزه بنسبة 68,24 في المائة من الأصوات، إن «ما حزناه من أصوات ليس هو نصر للمؤتمر الوطني وحده، وإنما لكل السودانيين». وأضاف البشير، الذي كان يرتدي الجلباب والعمامة البيضاء التقليديين في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي من مكتبه، «أجدد التزامنا بحشد الطاقات لإنفاذ برنامجنا وأيدينا وعقولنا مفتوحة لكل القوى العاملة في إطار الدستور للتواصل والتحاور والتشاور لتأسيس شراكة وطنية نواجه بها التحديات». وقاطع عدد من أحزاب المعارضة الرئيسة المنضوية ضمن تحالف «قوى الإجماع الوطني»، الذي يضم 17 حزبا، منها حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي والحزب الشيوعي، الانتخابات بعد رفض طلبها تأجيل هذه الانتخابات. وبررت الأحزاب المقاطعة موقفها بوجود قيود على الحريات، معتبرة أن الأجواء غير مهيأة لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة. أما الحزبان الرئيسان العضوان في التحالف اللذان شاركا في الانتخابات وهما المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي والحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة عثمان الميرغني فأعلنا رفضهما لنتائج الانتخابات. وقال الحزبان إنهما يرفضان المشاركة في المؤسسات التي ستنبثق عن الانتخابات سواء على مستوى البرلمان أو مجالس الولايات، واتهما حزب المؤتمر الوطني بالتزوير. وكان مستشار الرئيس صلاح الدين العتباني أعلن أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم سيمد يده للمعارضة ويعرض عليها المشاركة في حكومة موسعة في حال فوزه في الانتخابات. ولكن نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم ومساعد الرئيس اتخذ موقفا متشددا بقوله، «لا سبيل للذين قاطعوا الانتخابات للمشاركة في الحكومة المرتقبة، ولا ترضية لشخص أو كيان على حساب إرادة الشعب». وفي حين اتهم مسؤولون من المؤتمر الوطني أحزاب المعارضة بالسعي إلى إشاعة البلبلة، حذرها آخرون من اللجوء إلى الشارع للتعبير عن احتجاجها على نتائج الانتخابات. وكان حسن الترابي أعلن أن حزبه سيتشاور مع باقي القوى السياسية بشأن الموقف من الحكم بعد الانتخابات، ملمحا إلى وجود بدائل غير صناديق الاقتراع. وتعليقا على كلمة البشير، قال الصديق يوسف المسؤول في الحزب الشيوعي، «نحن لم نطلب دخول الحكومة، وما يطرحه المؤتمر الوطني مرفوض من كل تحالف قوى الإجماع الوطني حتى الأحزاب التي شاركت في الانتخابات». وأعلنت المفوضية القومية للاقتراع أن نحو عشرة ملايين ناخب من أصل 16، شاركوا في التصويت. ويبلغ عدد ناخبي الجنوب قرابة أربعة ملايين صوت منهم قرابة مليونين و 800 ألف.