قلت أكثر من مرة: إن قضيتي الإرهاب والمخدرات، هما من الهموم الكبرى للأمير «نايف بن عبد العزيز» فهذه تقارير تكشف عن أن هناك تحالفا بين المال الناجم عن تجارة المخدرات والإرهابيين، ومن هنا جاءت «الندوة الإقليمية الأولى لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات» التي يرعاها سموه اليوم الثلاثاء (13 جمادى الأولى الحالي) في مدينة الرياض، فقد استشرت ظاهرة المخدرات في المجتمعات أجمع، وما المجتمع السعودي إلا واحد منها، يعاني من تفاقم المشكلة، وتهديدها لأمنه الوطني، واستقراره الاجتماعي، وليس ببعيد إطاحة الأجهزة الأمنية المختصة ب (195) مهربا، بحوزتهم (9) ملايين حبة مخدرة و(3) أطنان حشيش، و(20) كغم هيروين، وما كشفته الأجهزة الأمنية من أن تنظيم القاعدة، يعتمد على تهريب المخدرات لتجاوز أزمته المالية. الجهود الأمنية وحدها في المكافحة لا تكفي، وإن كانت ضرورة أمنية وقائية، المشكلة أعقد من أن تحلها المكافحة. المشكلة تتطلب تضافر جهود مجتمعية، منظمة، فاعلة، تشترك فيها كل الفئات الاجتماعية والمؤسسات الاجتماعية وفي مقدمتها الإعلام (خط الدفاع الأول، والمكلف بنقل رسائل التوعية) وهو على هذا النحو يكشف تجار المخدرات، ومهربيها من الحدود السعودية إلى داخل المجتمع، رغم تجريم من يهربها، وتقديمه للعدالة. إذا القضية كما قلت: قضية مجتمع، وقضية أفراد آمنين تدق أبواب بيوتهم المخدرات، وتنخر في بنائها الاجتماعي، وتهدد أمنها واستقرارها. أي أن القضية ليست قضية فردية، تستهدف أخطارها فردا واحدا، بل يتعاظم الحديث عنها، في وضع تجري فيه الإصلاحات الاجتماعية السعودية الشاملة، ووضع النظم الحديثة في إدارة شؤون المجتمع السعودي، لاسيما فيما يتعلق بمكافحة المخدرات، وتأهيل مرضاها، وإعادتهم إلى ساحة المجتمع، أعضاء نافعين، منتجين، ينبغي أن يتعلموا من الدروس إجمالا، كي لا تتسع فرص انتشار المخدرات، واحتماء تجارها وراء ضبابية بعض القوانين والنظم الاجتماعية العربية، وعجز مؤسسات بعض أجهزة المكافحة، وفي بعض الأحيان تواطؤ القائمين على المكافحة أنفسهم. الجهود الجدية في مكافحة المخدرات، ينبغي أن تتبلور عن برامج عمل، منظمة للحد من المخدرات، وتعامل المؤسسات الأمنية والاجتماعية والإعلامية معها، بفعالية، وكفاءة، وإحساس بالمسؤولية الوطنية. badrkerrayem @ hotmail.com فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة