فاز الرئيس السوداني عمر حسن البشير بأول انتخابات رئاسية تعددية في السودان خلال 24 عاما ليحتفظ بمنصبه كرئيس للبلاد رغم كونه الرئيس الوحيد الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقاله وهو في المنصب. وأعلن أبيل الير رئيس المفوضية القومية للانتخابات السودانية أمس فوز البشير وحصوله على 68 في المائة من الأصوات. كما أعلن أن سلفا كير فاز بانتخابات رئاسة حكومة جنوب السودان بشكل كاسح وحصل على 99ر92 في المائة من الأصوات في ذلك السباق. وسيشغل كير أيضا منصب النائب الأول لرئيس السودان. وبعد انتخابات قال مراقبون أجانب إنها لم ترق إلى المستويات الدولية من المتوقع أن يشكل البشير مع كير ائتلافا مع اتجاه السودان إلى إجراء استفتاء عام 2011 والمتوقع أن يؤدي إلى انفصال جنوب السودان عن شماله ليصبح أحدث دولة في أفريقيا. وكان البشير يأمل أن تضفي الانتخابات شرعية على حكمه ليتحدى المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بإصدار الأمر في حملة قتل وتعذيب واغتصاب في إقليم دارفور غربي السودان. لكن شاب الانتخابات على نطاق واسع مزاعم تزوير وجهتها أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها كير، وهو ما يشير إلى أن الائتلاف الحاكم الجديد سيكون هشا. وشهدت الحكومة الائتلافية الحالية للبشير وكير خمس سنوات شابتها المشاكل منذ توقيع اتفاق سلام عام 2005، الذي أنهى حربا أهلية استمرت أكثر من 20 عاما بين جنوب السودان وشماله. وكان التوتر بين الشمال والجنوب سببا في صعوبة التطبيق الكامل لاتفاق السلام بما في ذلك استفتاء العام القادم. وسيكون أي تأخير في هذا الاستفتاء غير مقبول من جانب الجنوبيين الذين يقول محللون إنهم يريدون الانفصال بأغلبية كاسحة.