حقق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، انتصارات ساحقة في عينة من نتائج الانتخابات السودانية، التي شابتها اتهامات بالتزوير وقاطعتها بعض الأحزاب، بحسب ما ذكرت وكالة السودان للأنباء (سونا)، الأحد 18 أبريل 2010. وكان مراقبون من الاتحاد الأوروبي ومركز كارتر قد قالوا: إن انتخابات الأسبوع الماضي لم تفِ بالمعايير الدولية، لكنهم أحجموا عن ترديد مزاعم المعارضة بانتشار التزوير على نطاق واسع. وكان من المفترض أن تساعد الانتخابات، التي أجريت بموجب اتفاق للسلام وقع عام 2005 وأنهى عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، على تعزيز الديمقراطية في البلاد. وقالت وكالة (سونا): إن البشير فاز بما بين 70 و92 في المائة من الأصوات التي تم الإدلاء بها في نحو 35 مركز اقتراع في مناطق متفرقة بالسودان وفي الخارج، وفوزه بنحو 90 في المائة من الأصوات في إحدى الولايات، فيما لم تؤكد المفوضية القومية للانتخابات هذه الأرقام التي لا تمثل سوى جزء من البلاد. وقال ربيع عبد العاطي، وهو مسؤول بارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إنه يتوقع نتائج مماثلة في أنحاء السودان، وذكرت جماعات معارضة أن الفوز بأغلبيات ساحقة يثبت اتهاماتها لحزب المؤتمر بتزوير الانتخابات في الشمال، معللة قرار الكثير منها بالمقاطعة. وقال فاروق أبو عيسى المتحدث باسم ائتلاف فضفاض لجماعات المعارضة: إن هذا يثبت ما قالته المعارضة من أن هذه الانتخابات زائفة من الألف إلى الياء، وإنها مخططة منذ البداية، وتابع "إن البشير سيكون مخطئا إن ظن أن إعادة انتخابه بأغلبية كبيرة ستحميه من المحكمة الجنائية الدولية". ويقول محللون: إن البشير حريص على تحقيق فوز من شأنه أن يصدّ عنه اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بأنه العقل المدبر لجرائم حرب ارتكبت خلال الصراع المستمر منذ سبع سنوات في منطقة دارفور بغرب السودان. وبات فوز البشير بالرئاسة مرجحا بعد أن انسحب معظم منافسيه الرئيسيين، بمن فيهم مرشحا حزب الأمة المعارض والحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على جنوب البلاد، من السباق الانتخابي بزعم حدوث تزوير. ويرجح أيضا أن يفوز سلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان شبه المستقل وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأن يحتفظ بمنصبه، ما يبقي على الوضع الراهن، فيما تستعد البلاد لاستفتاء على استقلال الجنوب في يناير كانون الثاني 2011، والانتخابات الحالية والاستفتاء منصوص عليهما في اتفاق السلام المبرم عام 2005. وذكرت وكالة السودان للأنباء أن السودانيين المقيمين في الخارج يدعمون البشير دعما كبيرا، حسبما أظهرت النتائج المبدئية في مراكز الاقتراع التي أقيمت في ليبيا وسلطنة عمان ومصر وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة، وقالت إنه فاز بأغلبية تراوحت بين 77 و92 في المائة. وأشارت الوكالة إلى فوزه بنسبة 90 في المائة من الأصوات في انتخابات الرئاسة بالولاية الشمالية، وأضافت الوكالة أن البشير سجل أغلبية مماثلة في مراكز اقتراع بأنحاء شمال السودان، وقالت إنه في أحد مراكز الاقتراع بسجن كوبر في الخرطوم حصل البشير على 851 من جملة 1234 صوتا. وأرجأت مفوضية الانتخابات إعلان النتائج الرسمية، لكنها تقول إنها ستبدأ إعلانها يوم الأحد 18 أبريل 2010. وقال مسؤولون انتخابيون في جنوب السودان: إن إعلان بعض النتائج ربما يؤجل حتى الثلاثاء، وهو الموعد النهائي الرسمي المحدد لإعلان النتائج.