لم يعد خافيا على أحد حجم الخلاف العميق بين حركتي «فتح» و «حماس»، وانعكاس هذا الخلاف على مجمل القضايا والمسائل المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما يجعل المواجهة مع العدو الحقيقي متمثلا في إسرائيل يدخل في باب المزايدات السياسية نظرا للاختلاف في وجهتي النظر .. وفي الفكر الذي يحكم كل الفصائل والأجنحة داخل التركيبة السياسية الفلسطينية. الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا حماس أخيرا في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الثالثة للمجلس الثوري لحركة «فتح» إلى أهمية الخروج من دوامة الصراع والخلاف حول بعض بنود المبادرة المصرية، وهو ما ينبغي تجاوزه حتى لا تتوقف قضية الخلاف حول هذه المبادرة على نقطة هنا ونقطة هناك متعهدا بضرورة صياغة مشروع لحوار وطني تلتقي عبره ومن خلاله كل القيادات والشخصيات الفلسطينية بعد التوقيع على المبادرة المصرية، وذلك لقراءة ومعالجة كل الملاحظات والتخوفات بروح مسؤولة، وذلك من أجل مناقشة الأفكار والرؤى التي تتحدث عن حل الدولتين ثم المبادرة العربية والمبادرة المصرية مع التسليم برفض الدولة التي تنتهي بحدود مؤقتة. وسط هذه الهموم والهواجس تبدو المصالحة الفلسطينية وكأنها أمام امتحان حقيقي وتاريخي في ظل غياب المسؤولية التاريخية من بعض الأطراف وغياب الوعي بحجم الكارثة التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية بسبب المشروع الاستيطاني الذي يهدف إلى تغيير للهوية وفرض حالة من الواقع الجديد يفضي إلى صياغة مجتمع يهودي وهوية يهودية وهو ما ينبغي أن يكون محرضا لخطاب جديد يدعو إلى المصالحة داخل البيت الفلسطيني الواحد حتى لا تصبح البقية الباقية من القضية الفلسطينية في مهب الريح. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة