الكميات الكبيرة والمتنوعة من المخدرات التي يتم ضبطها والمحاولات المستميتة والمتكررة لتهريبها لا يمكن تفسيرها بأغراض المتاجرة حتى لو كانت أرباح تلك المتاجرة على حساب حياة الناس وسلامة عقولهم، ولا يمكن أن يكون الكسب المادي من وراء تهريبها هو المحرك لها إلا إذا توقفنا في النظر عند حدود الأشخاص الذين يتم القبض عليهم عند محاولة التهريب، وهم الذين يشكلون الحلقة الأضعف في سلسلة طويلة من تركيبة العصابات التي تقف وراء تهريب المخدرات، ويمكن أن يكون الربح المادي هو هدف هؤلاء المهربين، غير أن العقول المدبرة لعملية التهريب تمتلك أهدافا أكثر خطورة وخفاء، وهي ما يجعلها تبحث عن أدوات التهريب في مختلف الدول ومن مختلف الجنسيات وتقدم لهم ما يغريهم بهذا العمل الذي يعرفون أنهم يخاطرون بأرواحهم من أجله. وإذا كان التاريخ قد علمنا أن المخدرات قد استخدمت باعتبارها سلاحا من أسلحة الحرب أمكن لنا أن نذهب إلى أن هناك أهدافا تدميرية تقف وراء هذه المحاولات المستميتة والكميات الكبيرة التي تكشف عنها عمليات ضبط المخدرات المهربة. وإذا ما أدركنا أننا أمام هجمة مقصودة تستهدف إنسان هذا الوطن أصبح من المتوجب علينا أن ندرك أن حمايته لا يمكن لها أن تتحقق إذا ما اكتفينا بدور حراسة المرمى، إذ لابد من دراسة شاملة ودقيقة وأمينة تكشف عن الأسباب التي تجعل من المواطن السعودي وبالأخص الشباب فريسة سهلة ومستهدفة من قبل هذه العصابات ومخططاتها الإجرامية، لابد لنا أن نقف على الأسباب التي تجعل من المخدرات شيئا مطلوبا قبل أن تصبح مادة مهربة، لابد لنا أن نعرف أسباب استخدام المخدرات قبل أن نعرف وسائل تهريبها، وإذا عرفنا ذلك كله فسوف لا يجد مهربو المخدرات سبيلا إلينا حتى لو تركنا أبوابنا مشرعة لهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة