يعطر الورد المديني مناسبات الأهالي في المدينةالمنورة، وتصنع منه العقود للضيافة في المناسبات العامة والخاصة، ويدخل ماؤه أحيانا في استخدامات تجميل وتنظيف البشرة للنساء، ويستخدم كذلك لإضفاء نكهة مميزة لماء الشرب والشاي بعد خلطه بالنعناع والدوش. وارتبط الورد المديني منذ القدم بالمناسبات الاجتماعية في المدينة كالزواج أو سابع المواليد أو حتى مناسبات النجاح، إلا أن حضوره بدأ يتراجع مع دخول أنواع الورود المستورة، وهو ما تؤكده أم هاني. تقول «أتذكر أن والدتي كانت تجتمع مع قريباتنا وجاراتنا قبيل أي مناسبة لصناعة عقود الورد المديني من أجل إلباسه الضيفات الحاضرات، وكن يجتمعن أكثر من عشر نساء ويمسكن بالإبره والخيط وأمامهن كوم من الورد المدني، ويبدأن العمل مع احتساء أكواب الشاي بالورد والنعناع المغربي». وتتراوح أسعار الكرتون الصغير من الورد المديني بين الخمسة عشر إلى الثمانية عشر ريالا، فيما سعر الكرتون الكبير يصل إلى 200 ريال، ويشكل أهمية كبرى للأهالي في المناسبات، ويوضع من ضمن قائمة الطلبات الأساسية لأية مناسبة. ويقول بائع الورد عبد الله الحامد إن عمر الورد المديني قصير، لذلك فإن أسعاره ترتفع وتهبط حسب المواسم، فمواسم الإجازات التي تكثر فيها المناسبات ترفع أسعار الورد إلى أقصى حد، «كما أن الورد يحتاج إلى عناية دقيقة وقطفه يحتاج إلى دقة لأنه حساس جدا لذلك يجب أن يقطف بعناية وحرص شديدين حتى نستطيع بيعه وهو في أحسن حال وشكل». وتحكي فائزة قصة اختفاء والدتها ليلة زواجها، وبعد ساعات من البحث المضني عنها، عادت الأم وفي جعبتها كمية كبيرة من الورد المديني، واكتشفنا لاحقا أنها ذهبت بنفسها لشراء الورد، وحين تحاورت معها صرخت في وجهي «كيف تريدين أن تزفي في ليلة زواجك بدون ورد؟».. تقول فائزة «منذ ذلك اليوم أصبح الورد المديني حاضرا في حياتي حتى في عيد زواجي نثرت الورد المديني في جميع أرجاء المنزل».. ويتحدث من جانبه العطار محمد عبد الله عن فوائد الورد، فيقول «الورد المديني لا يوجد له مثيل إلا في الطائف، وله فوائد عدة، فماؤه يشد البشرة وينقي مسام الوجه ويصنع منه أقنعة بعد خلط مائه مع مكونات طبيعية مثل الدقيق والشوفان وغيرها، ويمكن إضافته إلى المواد الجافة بديلا للماء، ويمكن كذلك استخدامه في غسل الوجه وغسل العينين، فهو يحمي من الاحمرار العارض، وأنا أنصح باستخدام الورد في جميع الأمور التي تتعلق بالجمال».