يعتبر الورد المديني من الهدايا المحببة لأهالي المدينةالمنورة وزوار مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بعد أن ذاع صيته في شتى أنحاء العالم بعد ورد الطائف، وانتقلت زراعته إلى ضواحي المدينةالمنورة بسبب توسع النطاق العمراني وتحول المزارع إلى مخططات سكنية وأصبح يزرع في ابيار الماشي بعد أن كان يزرع في مزارع العوالي وقباء. ودرج أهالي المدينةالمنورة على استخدام الورد المديني في المناسبات حيث تصنع منه العقود للضيافة، إضافة إلى استخدام مائه في تجميل وتنظيف البشرة للنساء، وإضفاء نكهة مميزة لماء الشرب خاصة عندما يوضع في الجرار الفخارية، وإضافته للشاي بعد خلطه بالنعناع والدوش يعطي نكهة وطعما مميزين. وجرت العادة عند أهالي المدينةالمنورة بقذفه على العريس والعروس والمعازيم إظهارا لمشاعر الفرحة والبهجة، ويشكل الورد المديني أهمية كبرى للأهالي في المناسبات ويوضع من ضمن قائمة الطلبات الأساسية لأية مناسبة. كما أن للورد المديني استخدامات مختلفة عند النساء بعد اكتشاف أهميته التجميلية في تنظيف البشرة وتغذيتها أو إضافته إلى الأقنعة التجميلية للوجه والجسم لإعطائها رائحة زكية، إضافة إلى خواصه العلاجية المفيدة لبعض الأمراض الجلدية، وإذا شربت كميات معتدلة من ماء الورد المديني فله خصائص نافعة في انشراح الصدر وطرد الاكتئاب النفسي البسيط للمصابين به. كما أن عمر الورد المديني قصير لذلك فإن أسعاره ترتفع وتهبط حسب المواسم، ويزداد الطلب في أيام الإجازات التي تكثر فيها المناسبات حيث ترتفع أسعار الورد إلى أقصى حد. كما أن الورد يحتاج إلى عناية دقيقة وقطفه يحتاج إلى دقة لأنه حساس جدا لذلك يجب أن يقطف بعناية وحرص شديدين حتى يتم بيعه وهو في أحسن منظر. وأوضح السحيمي أحد بائعي الورد في سوق النعناع الواقع على طريق الهجرة المؤدي إلى مكةالمكرمة، أنه يتم جلب الورد المديني من مزارع ابيار الماشي على طريق المدينةجدة السريع. ويقول: نضعه في صناديق مصنوعة من الفلين ذات حجمين مختلفين يباع الحجم الكبير ب25 ريالا والصغير بعشرة ريالات. ويضيف السحيمي: يكثر الإقبال على شراء الورد في الإجازات وعطل نهاية الأسبوع لازدياد حفلات الزواج والأفراح. ويشير السحيمي إلى أن سعر كرتون الورد المديني الكبير يصل إلى 200 ريال. فيما يوضح أحد أصحاب محلات بيع الورد في حلقة الخضار أن ورد المدينة لا يمكن زراعته في غير أرضه، حيث إن زراعته تبدأ مع حلول الموسم الزراعي من خلال حفر أخاديد في تربة الحقول الزراعية، لتطرح فيها أغصان صغيرة تقص بعناية فائقة من شجر الورد، ثم يوضع عليها السماد وتسقى بالماء عند انقطاع المطر، في مواعيد محددة.