أوضح مدير شرطة محافظة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي، أن رجال الأمن حققوا نجاحات غير مسبوقة في تعقب المجرمين داخل الأحياء العشوائية، مشيرا إلى أن الشرطة لا تخشى مواجهتهم، وتطاردهم أينما ذهبوا، إلى أن يتم القبض عليهم والتحقيق معهم ومن ثم تقديمهم للعدالة. وأكد اللواء الغامدي للكتاب والصحافيين خلال منتدى عكاظ، أن ضحايا مجرمي السرقات يتفاجأون بحضور رجال الأمن إلى منازلهم وبرفقتهم الجناة، بهدف التأكد من الجريمة وتمثيلها. واعتبر اللواء الغامدي، الأحياء العشوائية في محافظة جدة «صداع مزمن»، لأنها تفرخ المجرمين وتصدر جرائمهم إلى مواقع أخرى من المحافظة، داعيا المواطنين والمقيمين إلى التعاون مع رجال الأمن للقضاء على كل من وما يخالف الأنظمة، ويهدد أمن وسلامة الوطن والمواطن. وفيما يلي نص الجزء الأول من المنتدى: • د.عبد الإله ساعاتي: نسمع عن تزايد حالات سرقات المنازل، وحديثا عن عدم الاهتمام الكافي ببلاغات السرقة التي ترد إلى مراكز الشرط؟ اللواء علي الغامدي: في ما يتعلق بضبط البلاغات في مراكز الشرط، أؤكد للجميع أن الوضع تغير كثيرا عما كان عليه في فترات سابقة، في ظل التطور الذي تشهده الأجهزة المختلفة داخل المراكز، على مستوى الكوادر والطاقات والبنية التحتية، في السابق تستقبل المراكز كما هائلا من البلاغات اليومية وعلى مدار الساعة، الأمر الذي أظهر بعض السلبيات التي تم رصدها وتلافيها. وأود أن أوضح أنه بعد التحقق من تلك البلاغات تكشف لنا عن بلاغات غير صحيحة حاول البعض تدوينها، ومنها بلاغات عن سرقة السيارات و المحافظ وأوراق ثبوتية خاصة بالإقامات، وتم اتخاذ اللازم حيالها. وأشير إلى تحسن العمل حيث اعتمد على تكليف جهات أخرى بالتحقيق، وهو ما مكن من التعامل مع البلاغات بحرفية. أما ما يتعلق بسرقات المنازل، فهناك متابعة حثيثة، ولدينا إنجازات كبيرة في هذا المجال، وهناك حالات ضبط لمنفذي مثل هذه النوعيات من السرقات، و جرى التوصل إلى منفذي الجرائم والسرقات وأحيلوا إلى الجهات القضائية. فالأجهزة الأمنية تعمل على مدار الساعة لحفظ الأمن، وتبذل الأجهزة المختلفة في الشرطة جهودا مضاعفة ومنها البحث الجنائي والدوريات الأمنية والأمن الوقائي. وأؤكد بأن بعض المواطنين والمقيمين يتفاجأون بحضور رجال الأمن و معهم الجاني إلى منزل الضحية، بهدف التأكد من وقوع السرقة، ومن ثم تمثيل الجريمة، ونجحنا خلال العامين الماضيين في ضبط العديد من تلك الحالات وهو ما ساهم في انخفاض الجريمة. تفريخ المجرمين • د.عبد الإله ساعاتي: ماذا عن عودة العسس، خاصة في ظل التطور العمراني والتوسع الذي تشهده محافظة جدة، ووجود العشوائيات التي تشكل هاجسا للجميع في ظل رصد بعض الظواهر المخالفة فيها ؟ اللواء علي الغامدي: فكرة العسس ووجودها كان في فترة ماضية، عندما كانت جدة صغيرة، عبارة عن أحياء متقاربة، أما الآن فهي مدينة مترامية الأطراف، توسعت سريعا، تضم مخططات حديثة انتشرت بشكل سريع، والعشوائيات منها ما هو حديث وما هو قديم، انتقلت إلى خارج جدة قبل ست سنوات وهي مدينة، وعندما عدت إليها مديرا للشرطة وجدتها مدننا. لذلك أعتقد أنه في حال عودة الاستعانة بالعسس نحتاج إلى آليات وخطط للاستفادة الفعلية منها، ولدي شخصيا رؤية في هذا الجانب تنفذ من خلال العمد، تعتمد على تعيين مساعدين لهم، مهمتهم تغطية بعض الجوانب المساعدة للأمن. وفي ما يخص العشوائيات في جدة فهي صداع مزمن، والجميع يتحملون مسؤولية وجودها، سواء المواطن أو المقيم، وهناك خطوات سريعة ومتلاحقة لتطوير العشوائيات، في ظل اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، اللذين يوليان هذا الجانب الاهتمام الكبير. وأضيف أن الجهاز الأمني يعمل جاهدا للقضاء على أي ظواهر أمنية داخل هذه العشوائيات، ونعترف بأن بعض هذه العشوائيات تفرخ الإجرام وتنقله إلى مواقع أخرى، ونعمل باستمرار على تعزيز دورنا في قلب الأحياء العشوائية، وهو ما يؤكد عدم صحة ما يقال أن الشرطة لا تدخل إلى هذه الأحياء، بل أؤكد أن رجال الشرطة وآلياتها تجوب العشوائيات ليل نهار، للقضاء على كل ما يخالف الأنظمة أو يشكل خطرا على أمن الوطن والمواطن. التثقيف الأمني • د. صالح كريم: الملاحظ عدم التوسع في مراكز الشرط، ما هي خطتكم المستقبلية في هذا الجانب؟ اللواء علي الغامدي: العمل في تطوير القطاع الأمني مستمر، يدفع الجميع الدعم المباشر من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والاهتمام المباشر من مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني، الذي هيأ لنا جميع الإمكانيات والوسائل لتأدية واجبنا الأمني على الوجه الأكمل. فالتوسع في المراكز الأمنية للشرطة قائم، وأخيرا افتتح مدير الأمن العام مركزين للشرطة في حيي السامر والمنتزهات، وخلال الفترة المقبلة سيتم افتتاح مركز حديث وجديد لشرطة أبحر والذي سيشكل إضافة للمباني النموذجية للشرطة، وجميعها ستسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم. وأود أن أوضح لكم أن الجهاز الأمني في جدة أعد أربعة مواقع لانطلاق الدوريات في مختلف أرجاء المحافظة، تكفل سهولة التحرك والوصول والانتقال من وإلى كل موقع. • د. صالح كريم: أملنا زيادة الجرعات الثقافية لدى رجال الأمن، تنعكس على كيفية التعامل مع المواطن والمقيم؟ اللواء علي الغامدي: الهدف الذي نسعى لتحقيقه هو الشرطة المجتمعية، همنا أن نقترب من المجتمع بكافة شرائحه، لأن جزءا من المشاكل التي تواجهنا في النواحي الأمنية بسبب عدم فهم المواطن لحقوقه وواجباته، وجهات أخرى يجب أن يكون لها دور في إيضاح هذه الحقوق والواجبات المتعلقة بالمواطن، مثل المدارس والكليات والجامعات، ودائما أؤكد أننا شرطة مجتمعية جزء من المجتمع نشاركه أفراحه وأحزانه. أما في ما يتعلق بتثقيف رجل الأمن، فقد خطونا خطوات متلاحقة، بالتدريب على رأس العمل لجميع منسوبي القطاعات الأمنية للارتقاء بالخدمة المقدمة، ونظمنا عن طريق المراكز المتخصصة دورات للارتقاء بتعامل رجال الأمن مع المواطن والمقيم، إلى جانب دورات متخصصة في الجانب الأمني لبعض الجهات المعنية، التي تتلقى تدريباتها في شرطة جدة، بهدف استغلال الخبرات التي تراكمت لدى رجال الشرطة من العمل الميداني لصالح المجتمع، خاصة في مجال الأدلة الجنائية، ونحمد الله أن لدينا واحدا من المراكز المتخصصة والراقية في هذا المجال، يدار عن طريق أكاديميين مختصين يتم الاستفادة من خبراتهم في قطاعات أمنية وخدمية أخرى. نتائج التحقيقات • د. صالح كريم: استخدام التقنيات الحديثة في بعض أعمال الشرطة يؤخر نتائج التحقيقات .. لماذا ؟ اللواء علي الغامدي: صدور النتائج عادة يكون سريعا، وقد يتأخر في حال تطلب العمل التثبت والتأكد من النتائج، لأن التقنيات تتطلب أخذ عينات أو عمل اختبارات تمر بعدة مراحل، وقد تستغرق أياما لإصدار التقرير النهائي، وهذا المجال متخصص ويخضع للرقابة والتدقيق، ونفخر بما نمتلكه في هذا المجال من إمكانيات و خبرات. • منال الشريف: كثير من النساء يقع عليهن العنف، وعند مراجعتهن للجهات الصحية، تصدر التقارير دون الإشارة إلى كلمة «عنف أسري» ويكتفى بكلمة «كدمات»، لماذا؟ اللواء علي الغامدي: ما يدون في التقرير الطبي من مسؤوليات الصحة، أما أجهزة الشرطة فتشير صراحة إلى العنف الأسري، لأنها قضايا إنسانية قبل أن تكون جريمة، والمجتمع مطالب بالوقوف ضد ممارسات العنف الأسري، وأتعهد شخصيا بمتابعة قضايا المعنفات كواجب إنساني، حتى في المحاكم. مكتبي مفتوح • منال الشريف: لكن الشرطة تشترط حضور ولي أمر المعنفة، وقد يكون هو المعتدي عليها بالضرب؟ اللواء علي الغامدي: لاحظنا في العامين الأخيرين اهتماما متزايدا بحالات العنف الأسري، ونحرص على حماية المجتمع بكافة شرائحه، وهناك قضايا عنف أسري تابعتها شخصيا، ويوجد في شرطة جدة قسم نسائي ينظم المحاضرات والندوات في الجامعات والمدارس «بنات وبنين» والتي تركز على إيضاح مفهوم العنف الأسري، وتبعاته وطريقة الإبلاغ عنه والتعامل معه، ولدينا أيضا أكاديميات في القسم النسائي يحملن شهادات متخصصة. وعبر «عكاظ» أدعو المهتمات بالعنف الأسري إلى زيارة القسم النسائي والاطلاع على منجزاته خلال الفترة الماضية، وأود أن أشير إلى التعاون الوثيق والكبير مع دار الحماية الاجتماعية، فكل هذه البرامج تأتي في إطار بحثنا عن العنصر السليم في المجتمع المنتج وليس العضو المعتدي، ومهما بذلنا من جهود سنبقى مقصرين، وهو ما يدعونا إلى بذل المزيد من الجهود. أما طلب الشرطة إحضار ولي أمر المعنفة فهو تصرف فردي، لأن الإجراءات واضحة وصريحة، وتكفل الحماية لجميع أفراد المجتمع، ومكتبي مفتوح دائما لاستقبال الملاحظات. العنف الأسري • منى المالكي: سنحتفي كثيرا، بعبارة ترددها «مهما بذلنا من جهود سنبقى مقصرين»، وهي عبارة تصدر من رجل مسؤول تنم عما يحمله من مسؤولية تجاه المجتمع، ولكن من واقع خبراتي التعليمية أؤكد لكم بأن حالات العنف الأسري في المدارس عالية، تتطلب وقفة كبيرة خاصة في المرحلة الابتدائية، فالطالبة لا تستطيع إيضاح ما تتعرض له من عنف أسري؟ اللواء علي الغامدي: القسم النسائي في شرطة جدة يقدم دروسا متخصصة في المدارس، وأتفق معك أن المرحلة الابتدائية تحتاج إلى جانب إنساني وتربوي في التعامل بعيدا عن حالات العنف، لكن تقديم الدروس المكثفة قد يكون له أثر سلبي لا نريده، لذا يتم تقديم عناية خاصة لتلك المرحلة بالتنسيق مع التربية والتعليم. • منى المالكي: ماذا عن الحملات الأمنية التي سمعنا عنها في السابق، وهي حملات استباقية حققت النتائج الكبيرة، ونتمنى استمرارها ؟ اللواء علي الغامدي: في الحقيقة لم تتوقف وهي مستمرة، بل أصبحت أكثر دقة و شمولية، ولكنها مغيبة من قبل وسائل الإعلام، التي تتابع الجريمة على حساب الحملات الأمنية وما تحققه من نتائج، وأوكد للجميع أن الحملات الأمنية تعالت وتيرتها وزادت ولم تتقلص، إلا أن عدم إبرازها إعلاميا كما ذكرت غيبها عن القارئ، وأدعو من خلال «عكاظ» وسائل الإعلام إلى متابعتها وإبرازها والاهتمام بها. المشاركون في منتدى » قيادات شرطة جدة: العقيد حسن النفيعي العقيد دحيم الشيباني العقيد مسفر الجعيد المقدم صالح العوفي المقدم سليمان المطوع المقدم سليمان الغرير النقيب أحمد السواجي الملازم أول نواف البوق كاتبات وكتاب «عكاظ»: منى المالكي د. أنمار مطاوع د. صالح كريم د. عبد الإله ساعاتي عبد الله الحكيم د. فيصل العتيبي