يواصل مدير شرطة محافظة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي في الجزء الثاني من منتدى «عكاظ»، الحديث عن تكثيف العمل في مراكز الشرط أثناء الفترة المسائية، لاستلام البلاغات ومباشرتها عن طريق المناوبين والضباط والأفراد، مؤكدا أن الفترة المسائية لا تقل أهمية عن الصباحية بالنسبة للعملية الأمنية. وأوضح اللواء الغامدي، أن شرطة جدة تمتلك وحدات مجهزة خاصة بالجرائم الفكرية والمعلوماتية، قادرة على محاربة جرائم النشر في مواقع الإنترنت، وكل ما قد يسيء لسمعة الناس. وأشار إلى أن وجود الأحياء العشوائية في جنوبجدة يعد عاملا مساعدا لضبط المجرمين وتعقبهم وتضييق الخناق عليهم، مبينا أن الدورات التدريبية التي تلقاها رجال الأمن في جامعة نايف للعلوم الأمنية، ساهمت في زيادة مهارات رجال الأمن الذين حققوا إنجازات غير مسبوقة، ومكنتهم من كشف أوكار الجريمة والقبض على المجرمين. وفيما يلي نص الجزء الثاني من المنتدى: • د. أنمار مطاوع: ما هي أسباب المفارقات في جودة العمل في مراكز الشرط بين الفترتين الصباحية والمسائية؟ اللواء علي الغامدي: العمل في مراكز الشرط على مدار الساعة، نأخذ في الاعتبار زيادة عدد العاملين في كل مركز حسب البلاغات والقضايا، إلا أن ساعات الدوام الرسمي تشهد تواجدا أكبر في عدد العاملين، مع الأخذ في الاعتبار أن الفترة المسائية لا تقل أهمية بالنسبة للعملية الأمنية، ويتضح ذلك من خلال تواجد المناوبين والضباط والأفراد على مدار الساعة لاستلام البلاغات ومباشرتها. وأصبحت ولله الحمد لدينا مراكز نموذجية حكومية، تساعد على الارتقاء بمستوى العمل والخدمات المقدمة للمواطن والمقيم. • د. أنمار مطاوع: توجد كاميرات تصوير في البنوك وبعض المواقع، لماذا لا يتم استخدامها أو الاستعانة بها لصالح القضايا الأمنية؟ اللواء علي الغامدي: اعترف بعدم وجود تعاون مع البنوك للاستفادة من كاميرات التصوير، ونبحث حاليا مع الجهات المعنية وتحديدا مؤسسة النقد في كيفية الاستفادة من الكاميرات مستقبلا. الأمن الفكري • د. فيصل العتيبي: ما هي خططكم التي أعدت في قضية ممارسة أشكال الضبط الجنائي، ومجال الأمن الفكري والمعلوماتي؟ اللواء علي الغامدي: الأمن الوقائي من أبرز أهدافنا، ونسعى بكل ما نملك إلى منع الجريمة قبل وقوعها، وإن وقعت يضبط مرتكبوها. والأمن العام يهتم بمواكبة الحديث، وكل ما يخدم المجتمع من خلال حملات توعية المجتمع ببرامج متتالية، ولعل الحملة الحالية التي تنفذ في جميع مناطق المملكة دليل على ما يقدم ويصب في صالح المجتمع وتثقيفه. وأشير إلى وجود زيارات للمدارس والجامعات، تستهدف الطالبات والطلاب لإيصال المفاهيم برسالة أمنية واضحة. أما بخصوص الجرائم الفكرية والمعلوماتية، فلدينا وحدات مجهزة ونظمنا دورات متخصصة في هذا المجال، سواء في مراكز الشرط أو البحث الجنائي. ومنذ أسابيع قليلة نظمت دورة كبرى في المجال المعلوماتي، أوضحت من خلالها دور الشرطة في محاربة الجريمة الإلكترونية، وفوجئ الحضور بخططنا وإمكاناتنا في هذا المجال. • عبد الله الحكيم: هل هناك مراجعة لإجراءات القبض على الأحداث وتأديبهم؟ اللواء علي الغامدي: أؤكد سعينا الجاد إلى احتضان أبنائنا وحمايتهم من الشرور، وهناك جهات أخرى معنية بالأحداث، أما فيما يخص الشرطة فتوجد حالات ضبط لأحداث لا تستدعي الإيقاف ويتم تسليم الحدث لولي الأمر، وقد يكون ذلك في مسرح الضبط وقبل الانتقال إلى مركز الشرطة، وهذا الإجراء يطبق مع الفتيات أيضا. أما في حال ارتكاب الأحداث جرائم تستوجب الإيقاف فيتم إيداعهم في دور متخصصة ويتم النظر في قضاياهم من قبل مختصين، وهو إجراء متبع في جميع مراكز الشرط في المملكة، إلى جانب مراعاتنا للخصوصية في التعامل مع قضاياهم. التخطيط للجريمة • عبد الله الحارثي: يقال إن التخطيط للجريمة يتم في جنوبجدة وتنفذ في شمالها، أي عكس خطط المجرمين في السابق التي تبدأ من الشمال وتنفذ في الجنوب؟ اللواء علي الغامدي: العشوائيات تتركز في الجنوب بشكل أكبر، وقد يكون ذلك عاملا مساعدا لضبط بعض المجرمين، وفيما يتعلق بالجريمة ومتابعة أوكارها، أؤكد أننا نسعى لضبطها وإحالة مرتكبيها للجهات المعنية لينالوا العقاب الرادع، وأجهزتنا الأمنية توجد في كل موقع، وخصصنا الرقم 6425550 لتلقي الشكاوى والبلاغات الوقائية والملاحظات، أتابعه شخصيا وأباشر جميع البلاغات الواردة، وأود هنا أن أقدم شكري للمواطنين والمقيمين على تعاونهم وتفاعلهم وتقديم المعلومات والملاحظات التي أسهمت في إسقاط عدد من الحالات الجنائية وكشف أوكار للجريمة. وأؤكد أن العمل الأمني متواصل في كافة أجهزة الشرطة من قبل الدوريات الأمنية والبحث الجنائي والأمن الوقائي وجميع أفرع الأمن في المحافظة، والتي تقدم عملا أمنيا احترافيا على مستوى عال، يحظى بمتابعة من قبل المسؤولين الذين أشادوا بانخفاض معدل الجريمة والنجاح في ضبط الجناة مقارنة بالأعوام الماضية، وأجدها مناسبة لأن أجدد الشكر عبر «عكاظ» لجميع الأجهزة الأمنية على الجهود المبذولة. • عبد الله الحارثي: هل بالإمكان اختصار الإجراءات المطولة بين الشرطة وهيئة التحقيق والادعاء العام؟ اللواء علي الغامدي: عمل الشرطة يتسم بالضبط السريع، ولدينا إجراءات معينة نستكملها ولا نتجاوزها أثناء التحقيق في القضايا، بعد ذلك يتم تحويل القضية إلى جهات الاختصاص ويصبح الأمر لديها، ودورنا ينحصر في الضبط والإحالة. • الدكتور صالح كريم: مجموعات من الشبان يوجدون في شارع الأمير فيصل بن فهد حيث يوجد مضمار المشي الخاص بالأسر، نتمنى تكثيف الوجود الأمني. اللواء علي الغامدي: نحاول الوجود في كل المواقع التي ترتادها الأسر لمنع أية مضايقات، ونرصد الملاحظات لتلافيها، ومكتبي مفتوح للجميع وأطمئن الجميع أن هذا الموقع وغيره من المواقع سيكون محل اهتمامي الشخصي. محرم المرأة • هناء العلوني: وجود المحرم شرط أساس لمراجعة المرأة الجهات الأمنية، ما يشكل عائقا أمامها أثناء المراجعة؟ اللواء علي الغامدي: لا نرفض دخول النساء إلى دور الشرط، إلا أن بعض الإجراءات تتطلب حضور المحرم، لكن ليس كل الإجراءات. وفي مديرية شرطة جدة ومراكزها أقسام تستقبل النساء، وفي مقدمها قسم الزيارات الأسرية الذي يمكن أفراد الأسرة من الالتقاء في حال وجود مشاكل معينة بين الأب والأم، وهي مشاكل نتمنى ألا تحدث، خاصة أن الأسرة تعتبر المكون الأساس للمجتمع، لذلك أؤكد أننا نسعى إلى إزالة أية عقبات أمام المرأة لإكمال مسيرتها في خدمة المجتمع. • هناء العلوني: الجمهور الرياضي دائما يعبر عن فرحة الفوز في الشوارع والميادين الرئيسة مما يسبب مضايقات للأسر، ألا يمكن تخصيص مواقع لهذه الجماهير تمارس من خلالها حقها الطبيعي في التعبير عن الفرح؟ اللواء علي الغامدي: أزعم أننا نقدم عملا احترافيا قبل وأثناء وبعد المباريات، ولعل ما حدث أخيرا بعد انتهاء مباراة نادي الاتحاد وبونيو دكور الأوزبكي، يوضح ما يتمتع به رجال الأمن من تدريب وإمكانيات وسرعة احتواء للمشكلة، مع حفظ حق رجال الأمن بإحالة أخصائي علاج الفريق الأجنبي الذي تجاوز الأنظمة للجهات المعنية، وحقيقة جماهيرنا في المملكة مثالية وتحديدا في محافظة جدة، حيث عرفت بالثقافة الرياضية والمثالية في التعامل، وبالرغم من كل ذلك تنظيمنا لمثل هذه المناسبات الرياضية يعتمد على انحصار التعبير عن الفرحة بالنسبة للجماهير في مقار الأندية وفي ستاد الأمير عبد الله الفيصل، وفي حال وجود أي تجاوزات نعالجها بهدوء بعيدا عن الانفعال وبشكل تربوي. سمعة المرأة • منى المالكي: ما هي الإجراءات التي تتخذها الأجهزة الأمنية للحد من تشويه سمعة المرأة عبر شبكات الإنترنت؟ اللواء علي الغامدي: البعض لا يعلم ما يملكه رجال الأمن من خبرات وآليات تكفل للجميع حقوقهم، حتى في مجال الحاسب الآلي، فشرطة جدة يعمل فيها متخصصون في هذا المجال، ونستقبل جميع بلاغات الجرائم المعلوماتية، نعم تأخرنا في وضع التنظيمات، لكن جهودا تبذل في الوقت الحاضر للاهتمام بهذا المجال، علما أن الشرطة ضبطت مواقع تم حجبها بالتنسيق مع وزارة الإعلام، إلى جانب القبض على أشخاص سرقوا حسابات مصرفية، وملاحقة آخرين اعتدوا على مواقع إنترنت. • الدكتور صالح كريم: بحوث علمية ودراسات أمنية في كلية الملك فهد الأمنية أتمنى أن يستفيد منها رجل الأمن بما ينعكس على خدمة المجتمع. اللواء علي الغامدي: هناك تنسيق في هذا الخصوص، ونحرص على استفادة رجال الأمن من هذه البحوث والدراسات، وأود أن أوضح أن دورات متخصصة تعقد في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية أثرت جوانب عديدة لرجال الأمن. • منال الشريف: ألا ترون ضرورة التشهير بمرتكبي بعض الجرائم؟ اللواء علي الغامدي: التشهير مرتبط بحكم قضائي، وما يؤلم أن البعض في حال سفرهم إلى خارج المملكة يتقيدون ويحترمون تعليمات البلدان التي يوجدون فيها، وفي المقابل يخالفون أنظمة المملكة بعد عودتهم، وأتمنى أن يكون لدى الجميع ثقافة احترام التعليمات والتقيد بالأنظمة التي تكفل للجميع حقوقهم. قبل فترة أوقف المرور سائقي الخاص، لم أتدخل بل أفهمته أنه خالف النظام وعليه تقبل العقوبة، وأنا أستغرب شخصيا محاولات البعض في التوسط في أمر مخالف، لأن الجميع مطالبون باحترام الأنظمة التي تهدف إلى تطبيق مبدأ السلامة.