حصلت د.الجوهرة آل سعود مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن على جائزة الشرق الأوسط للمرأة القيادية في مجال التعليم، ولكن الذي لا يعرفه الكثيرون أن د.الجوهرة بنت فهد آل سعود سامية في أخلاقها، مثالية في تدريسها، رائدة في إنسانيتها، صادقة في تربيتها، إنني من ذلك الجيل المحظوظ الذي حظي بتدريسها، وتربى على يديها، كانت عندما تدخل إلى القاعة تعلمنا فن الأدب، وطريقة جلسة المتعلم، واحترام شعائر المحاضرة مع إعطائها للمادة العلمية بكل إتقان وتفان، تؤدي محاضراتها العلمية كأي عضو من أعضاء الهيئة التعليمية ملتزمة ببداية المحاضرة حتى نهايتها على الرغم من أنها تشغل منصب عميدة الكلية في ذلك الوقت عندما تقترب منها تجد أنها حازمة في لين، مهيبة في لطف، تحمل روحا وثابة ومرحة، منصفة لكل من يلجأ إليها، منصتة لكل من يتحدث معها، مهما اختلفت أو اتفقت معها لا تملك إلا الاحترام لها، والتقدير لشأنها، لا أذكر بأنها استعملت يوما من الأيام لفظ طالبة عندي، أو تلميذة لدي، بل دائما تسبق نداء من تدرسهن ببناتي، وتستبدل كلمة طالبة بلفظ بنتي حتى بعد أن حصلنا على الشهادات العليا. فأين نحن من تلك المربية الرمز؟! وماذا فعلنا لبناتنا الطالبات اليوم ؟! هذا الجيل الذي قد يفوقنا في التقنية والمعرفة ولا يحتاج منا أكثر من توجيهه وتشجيعه والحوار معه ومع ذلك لا نجد الوقت له. إن د.الجوهرة قدوة في كل شيء، ولا تحسب أني أتكلم عن ماض ولى ولا عن حقبة من الزمن قد انتهت بل إنها إلى كتابة هذه السطور أمد الله في عمرها تسعد بمقابلة الطالبات، وتستمتع بالاستماع إليهن بنفس تلك الهمة العالية، والروح الراضية، والقلب المفتوح موجهة وناصحة ومشجعة ومحاورة مبتدئة دائمًا حديثها معهن بيا حفيداتي، فمن يكافئ جوهرة العلم والأدب على أخلاقها؟ بل يشهد الله بأنها لنا جائزة بارك الله لك في بناتك وحفيداتك وإدارياتك وكل من يعمل معك. * أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن