دار المسنين (العجزة) ظاهرة مثيرة للجدل بصورة واضحة وتثير استنكار شريحة واسعة من مجتمعنا، حيث يرفضها الكثيرون باعتبارها شكلا من أشكال العقوق للوالدين. وجهة النظر هذه ترتبط بقيم دينية واجتماعية متوارثة في مجتمعنا، حيث إنها تعتبر رعاية الوالدين حين يكبران شكلا من أشكال رد الجميل لهما، مقابل الرؤية السابقة، تعتقد شريحة في مجتمعنا أن مبدأ دار المسنين يؤمن حلا عملياً لمشكلة هرم أحد الوالدين وتحوله إلى عبء على أحد الأولاد أو بعضهم، فهو حل إيجابي في حال مرض أحد الوالدين وانتشاله من الوحدة في حال انشغال الأبناء. بر الوالدين ضد العقوق، وفي هذا نكران للجميل، فالوالدان برهما واجب وعقوقهما معصية وكبيرة وهما في هذا العمر أحوج للرعاية والعناية والاهتمام. ولقد أتى أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله، قال أمك حية؟ قلت نعم، فقال الزم رجلها فثم الجنة. فهل يدرك هذا الفضل من أودع والديه أو أحدهما دار المسنين؟ سعيد هندي السلمي الكامل