أوضحت المشرفة على الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة الأستاذ المساعد في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة فتحية القرشي ل «الحياة» أن أعداد المسنين في الدور الإيوائية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في الطائف بلغ 34 مسنة و60 مسناً، فيما بلغ عدد المسنين في مكة 43 والمسنات 65، بينما بلغ عدد المسنات في جدة 25 ولا يوجد رجال. وأكدت القرشي أن نتائج الدراسات بينت أهمية تأثير رعاية الوالدين المسنين على تماسك الأسرة، وأن رعايتهم في محيط الأسرة تعتبر مؤشراً مهماً على تمتعها بنظام أخلاقي وقيم عائلية تحفظ كيانها وتسهم في استقرارها وتتيح تربية متوازنة وفعالة لأولادها، يشترك أعضاؤها في قيم موجبة وعلاقات ثقة واعتماد متبادل يشكلان أهم أسرار تماسكها. وأضافت: «المسنون هم فئة توجد في محيطنا الاجتماعي ضمن جماعات القرابة والجيرة وأصدقاء الوالدين والمعارف، وديننا القويم حثنا على إكرامهم فوجه بأهمية بر الوالدين وحذر من عقوقهما، وتضمنت الأحاديث النبوية الشريفة الحث على وصل أصحاب وأقارب الوالدين وهم غالباً من المسنين». وتابعت القرشي حول جهود هيئتها في مثل هذه المناسبة: «من هنا جاءت أهمية إقامة ورشة عمل لتدريب العاملين في رعاية المسنين من قطاعات مختلفة أخيراً تحت شعار «وفاؤنا لكبارنا... إحياء للقيم في صغارنا» في مقر فرع الهيئة النسوي في منطقة مكةالمكرمة، واشتمل برنامج الورشة على محاضرات وتدريبات وعصف ذهني لمناقشة المشكلات التي تعترض رعاية المسنين واقتراح حلول بشأنها، ولقيت هذه دعماً كبيراً واهتماماً بالغاً من رئيس هيئة حقوق الإنسان، وترحيباً من المدير العام للشؤون الاجتماعية الدكتور عبدالله آل طاوي، وكان لوكيل جامعة الملك عبدالعزيز للشؤون التعليمية الدكتور عبدالرحمن اليوبي دور كبير في تقديم نخبة من الأساتذة للمشاركة في تدريب المرشحات على أساسيات ومهارات رعاية المسنين». وأضافت: «إن القيام بواجبات الرعاية للمحتاجين من أفراد الأسرة هو صورة من صور التكافل الاجتماعي، وتعبير عن بنية أسرية متماسكة تحقق الأهداف الاجتماعية والثقافية للجماعة وللمجتمع، يتعاون أعضاؤها على البر والتقوى ويتراحمون في ما بينهم، يشعرون بمعاناة بعضهم بعضاً ويدعمون الضعيف، ولا توجد هذه القيم والأخلاقيات في بيئات أسرية مفككة تشبه القوقعة الفارغة، لأن هذه الأشكال من الأسر لا تنتج إلا نكران الجميل والعقوق والعنف لأنها تقدم المصالح الفردية على الجماعية، وينشغل أعضاؤها بحماية أنفسهم ومصالحهم في محيط أسري يفتقد الأمان والمحبة ولا يدرك خصائص الإيمان ولم يتذوق جمال العطاء والإحسان».