اطلعت على المقال المنشور في صحيفة عكاظ في العدد رقم 15934 الصادر في 26/4/1431ه، تحت عنوان «الكهرباء أمام القضاء»، وكنت سعيدا وأنا أتحدث هاتفيا مع كاتب المقال الدكتور سعيد السريحي لاحساسى بمشاعره الأخوية والاحترام والتقدير، والأسلوب الأدبي الراقي، وتفهمه لأبعاد موضوع التعويض عن انقطاع الكهرباء. وأود إيضاح التالي: أولا: لا توجد شركة كهرباء في العالم تتحمل مسؤولية الأضرار التي تلحق بالمشترك جراء انقطاع الخدمة بسبب الأعطال حتى وإن كان يدفع كامل التكلفة وعليها عائد أرباح لشركة الكهرباء، وذلك لسبب بسيط هو أن الأضرار لا يمكن تحديدها. كما أن شبكة الكهرباء في جميع دول العالم مكونة من شبكات هوائية وأرضية وآلات ومعدات كثيرة وهي معرضة لحوادث وعوامل خارجية أو أعطال فنية. ويقوم المشترك في حالات نادرة بالتأمين على ممتلكاته ضد عدد من المخاطر من بينها انقطاع الكهرباء. وفي هذه الحالة يؤدي المشترك ما عليه من التزام مالي تجاه شركة التأمين بتسديد الأقساط التأمينية وبدورها تقدم له شركة التأمين التعويض المناسب في حالة حدوث أي أضرار. ثانيا: نحتاج لكي نحقق كفاءة أداء النظام الكهربائي ونحد من انقطاعات الخدمة الكهربائية وهذا ما تعمل الشركة على تحقيقه تنفيذ المشاريع المخطط لها والتي تهدف في مجملها لتعزيز قدرة وكفاءة المنظومة الكهربائية في مجالات التوليد والنقل والتوزيع ومواكبة النمو في الطلب على الكهرباء بشكل مستمر دون تباطؤ أو تأجيل. ويتطلب تحقيق هذا الهدف توفير تدفقات نقدية من مبيعات الطاقة الكهربائية تكفي للصرف على هذه المشاريع وتمكن الشركة من أداء مهامها ومسؤولياتها بكفاءة عالية. ولا يخفى عليكم الارتفاع والقفزة الهائلة لمدخلات صناعة الكهرباء في ظل ظروف الأزمة الاقتصادية العالمية. ومن ناحية أخرى، هناك انقطاعات في الكهرباء تحدث بشكل اعتيادي وتدخل في نطاق المعدلات العالمية الطبيعية التي لا ينجو منها أي بلد في العالم، ومن أمثلتها «تعرض خطوط نقل الكهرباء لحوادث، والظروف المناخية غير الطبيعية واحتراق الكابلات الأرضية وتسبب المقاولين الذين يعملون في مجالات أخرى في قطع الكابلات الكهربائية الأرضية نتيجة لأعمال الحفر»، والأعطال الفنية التي تصيب المولدات ومحطات النقل والتوزيع. وبحمد الله لا تزال معدلات الانقطاع التي تحدث في المملكة سنويا ضمن المعدلات العالمية المقبولة والتي لم تتجاوز المعدلات الطبيعية. والمهم أن يكون لدى الشركة الإمكانات الفنية والبشرية للتعامل مع كافة أنواع انقطاعات الكهرباء بكفاءة ومقدرة عالية، وخطتنا التشغيلية السنوية تعتمد على رفع كفاءة التشغيل وتوفير جميع الإمكانيات المتاحة للشركة لخدمة 11800 مدينة وقرية وهجرة وصلتها الخدمة الكهربائية على مساحة شاسعة تقدر ب 2.250.000 كيلومتر مربع. وإذا حدث انقطاع للكهرباء عن ألف مشترك مثلا لوقت لا يتجاوز ساعة أو ساعتين مثلا فإن 5.7 مليون مشترك يتمتعون بخدمة الكهرباء، والألف مشترك الذين انقطعت عنهم الكهرباء تستنفر الشركة وبأقصى سرعة إمكاناتها البشرية والفنية لإعادة الخدمة إليهم. نوصل الكهرباء بأقل من التكلفة، ونبيعها بأقل من التكلفة والعمل في مجال تقديم خدمة الكهرباء لابد أن يكون على مدار الساعة للتشغيل والمراقبة والمتابعة، ونعتذر لكل مواطن حتى لو كان هذا الانقطاع بسبب خارج عن إرادة الشركة، وهذا كله واجب علينا ولكن أعتقد أنه من حق الشركة على وسائل الإعلام ألا تحملها ما لا تطيق. عبد السلام بن عبد العزيز اليمني نائب رئيس أول للشؤون العامة في الشركة السعودية للكهرباء