(من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن؟)، (نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها)، (آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع) لا تسعني المساحة لسرد الأساليب الإنشائية البليغة في مبناها ومعناها لمن أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم، في دعوته إلى الله عز وجل، فحينا يأمر وينهى مباشرة، وحينا يرغب ويرهب، وحينا يدعو، وحينا يسأل، وحينا يحفز بالقليل إلى الكثير. إنه كما قال الحسن البصري: (هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته وقال إنني من المسلمين، هذا خليفة الله). نعم لا تسعني المساحة ولكن تسعني الإشارة إلى ملمح جميل ورائع في الدعوة إلى الله عز وجل، ومازلت أذكر التحقيق الذي أجراه ملحقنا الفاضل عن الداعيات إلى الله وكيف أن البعض أشرن إلى جمود الداعية وتنفير بعض الداعيات وأنهن لا يجدن التعامل مع التقنية الحديثة في مجال الدعوة إلى الله. وقفة خاطفة على تلك الملامح في الدعوة إلى الله.. أبطالها.. داعيات اقتدين بالرسول الكريم في حكمته وطريقته الدعوية إلى الله. يوم الأربعاء آخر أيام الأسبوع الموشوم بالتعب.. فتيات في عمر الزهور.. هن بناتنا الللائي كم أتعبننا واحترنا في أساليب التعامل معهن في ظل انفتاحية عظمى تحفهن.. يسارعن رغم الإعياء في الإعداد للذهاب إلى ملتقى الفتيات إلى عالم بنات.. عالم يجعلهن يطرن من غرفهن ويغلقن أجهزتهن التي أشغلت منهن أكثر الفكر والساعات، ليكن مع موعد التجديد والانبهار الذي يهمي من فضاء فكر الداعيات الفاضلات في الملتقى.. ترسيخ مبادئ العقيدة، تصحيح المفاهيم، وخطاب ديني إنشائي في مبناه ومعناه الذي يبني في نفوسهن ذواتا انبهرت بجمال الوسائل فوصلت الغايات إلى عقولهن وقلوبهن الفتية، حركت فيهن دواعي الفطرة السليمة.. نقلتهن من قوقعة النت التي كبلت أناملهن المعطاءة.. نعم لعطاء النت الثري ولكن بناتنا هن الحياة ومنهن صناعة الأجيال، نريدهن بكل ناحية يغدقن بالمعرفة، ومعرفة لا تثمر إلا برواء عقيدة صافية لهي المعرفة التي جذورها في الأرض وفروعها في السماء. شكرا لكل الأخوات الداعيات القائمات على ناصية السنة المحمدية في الدعوة.. فقد لمسنا معانقة الفتيات لعطاءاتكن. [email protected]