ليست تجربتي الأولى مع الجامعة الإسلامية، وبدعوة كريمة من الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة شرفت بحضور المؤتمر الثالث للأوقاف مطلع العام، وعلى قدر ما ارتحلت داخل السعودية وخارجها لمؤتمرات لها أهمية وثقل إلا أن المؤتمر الدولي للإرهاب والمقام أخيرا برعاية كريمة من الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وبتنظيم الجامعة الإسلامية حمل زخما وثراء، وتنافس المشاركات والمشاركون فيه على إعادة التجذير المعرفي لجملة من المحاور التي تتقاطع مع واقعنا تؤثر فيه وتتأثر به. لن نحصد اليوم انعكاسات هذا المؤتمر التاريخي لكنه تجذير مستحق رغم تأخره إلا أنه يواكب المرحلة ونحن في أمس الحاجة أن يكون حديث الجامعات والمجتمع وأن يطال الأطراف ويتجاوز الآفاق النخبوية إلى المجتمع بتسهيل توفر الأبحاث في متناول الجميع، وأن تقام ندوات موازية في مناطق المملكة ولايكتفى بجرعة واحدة طوال العام تتبلور في مؤتمر ثم ينفض السامر. «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف» كعنوان احتاج من المؤتمرين أن يناقشوا على مدى ثلاثة أيام أكثر من ثمانين بحثا بهدف تبيان أن الإرهاب من جرائم العصر لا دين له ولا وطن وإثبات براءة الإسلام منه فكرا وسلوكا مع المعالجة الفكرية حتى تتواكب وتتضافر مع المكافحة الأمنية في اقتلاع جذوره واستئصاله وتجفيف منابعه وتعزيز الأمن الفكري في المجتمعات الإسلامية بإذكاء روح التسامح وترسيخ قيم التفاهم ونشر أدب الخلاف وثقافة الحوار. شد انتباهي على قيمة كل ما طرح في المؤتمر بحث «البعد الإنساني في استراتيجية وزارة الداخلية أثناء مكافحة الإرهاب» والذي قدمه اللواء سعيد البيشي خبير شؤون الجماعات الإرهابية في السعودية وتأكيده أن وزارة الداخلية أنفقت 364 مليون ريال للوصول لأهداف استراتيجية الوزارة في مكافحة الإرهاب وأنشأت مكتبا في وزارة الداخلية يتولى ترتيب مقابلات يومية بين وزير الداخلية وذوي الموقوفين والمطلق سراحهم والهالكين في الأعمال الإرهابية للاستماع إلى حاجاتهم وإطلاعهم على موقف الوزارة من أبنائهم وأنها تتفهم أن لا علاقة بينهم وبين ما تورط فيه أبناؤهم .. إلى جانب زيارة أسر الفئة الضالة في منازلهم لإبلاغهم بتفهم الوزارة لموقفهم وتبرئتهم مما ارتكبه المتورطون، ودراسة أوضاع أسر الهالكين وصرف إعانات شهرية لهم، وتوفير العلاج المناسب لزوجة الهالك وأولاده داخل المملكة أو خارجها. وتركيزه على دعوة المؤتمر لوضع استراتيجية طويلة المدى ذات برامج محددة تستهدف الأسرة والمدرسة والمسجد لتوفير المناخ الملائم لمكافحة الفكر. لفت انتباهي بحث البيشي لأنني أهجس بعد كل عملية إرهابية بذوي الفئة الضالة ومصيرهم كما يؤرقني مصير أبناء الشهداء، ولطالما بحثت عن إجابات تتعلق في رعاية الدولة لهم ووجدت إجابة على أسئلتي في المؤتمر .. لرجل يقف خلف حزمة من الإنجازات الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الإسلامية ولرجاله المخلصين الذين أحاطونا بالرعاية وحسن الضيافة كل التقدير والامتنان. [email protected]