إن ما قام به رجال الأمن في بلادنا من إحباط للعمليات الإرهابية يعتبر نتيجة مباشرة للتخطيط الاستراتيجي النابع من المنهجية العلمية السليمة في محاربة الإرهاب وتفكيك خلاياه النائمة. وقد أثلج صدورنا أن بعض الدول استعانت بتجاربنا الأمنية في مكافحة الإرهاب؛ ما يؤكد مكانة المملكة ونجاعة استراتيجيتها الأمنية في مجال محاربة الفئة الضالة أيا كانت قوتها. والاستراتيجية السعودية لم تقم فقط على الشدة في محاربة الإرهابيين بل أيضا انتهجت استراتيجية أخرى إنسانية من أجل تعديل بوصلة أفكار الإرهاب والتدمير.. فقد أنفقت وزارة الداخلية أكثر من 364 مليون ريال في سبيل إنجاح هذه الاستراتيجية، حسبما قاله اللواء سعيد البيشي خبير شؤون الجماعات الإرهابية خلال بحث قدمه في مؤتمر (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف) أخيرا بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، حيث أكد أن استراتيجية الوزارة لم تتوقف عند المكافحة الأمنية بل تعدت ذلك إلى استثمار الإنسان ومراعاة كرامته وحقوقه وحاجاته في مكافحة الإرهاب. وإننا ندرك تماما أن المواطن السعودي يشارك رجال الأمن في محاربة الإرهاب بما يملك من وسائل كالإبلاغ عن هذه الفئة الضالة؛ ما يؤكد زيادة تماسك أبناء الوطن، وأن الجميع سيكونون سندا للأجهزة الأمنية للكشف عن كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذه الأمة.