تعرض جنود كتيبة المشاة (برافو) في العراق لهجوم بالأسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية طوال صباح ال12 من يوليو (تموز) عام 2007، الذي اتفق واليوم الأول من عملية عسكرية في بغداد حملت اسم (العاج). وانطلقت مروحيتان من طراز (أباتشي) تحملان الرمزين (كريزي هورس 18) و(كريزي هورس 19)، وتوجهتا لمساعدة القوات البرية على تطهير المنطقة من المسلحين، في أحد أزقة حي بغداد الجديدة في العاصمة العراقية. وبعد نحو 40 دقيقة، قتل تسعة عراقيين مدنيين، بمن فيهم المصور في وكالة رويترز للأنباء وسائقه، وأصيب طفلان، بينما لم يصب أي من عناصر القوات الأمريكية بأذى. تلك الحادثة حظيت في ذلك الوقت باهتمام دولي؛ نظرا لمقتل صحافيين يعملان لدى وكالة أنباء دولية. وعادت القضية إلى الأضواء مجددا بعد أن بث موقع أمريكي معني بالكشف عن السجلات السرية، وهو موقع (ويكيليكس)، الذي بث شريط فيديو أخيرا يصور طائرة أباتشي وهي تطلق النار على المدنيين والصحافيين بعد حصولها على إذن من قيادتها. وأظهرت لقطات الفيديو أن مصورين صحافيين قتلا إلى جانب عدد من المدنيين، عندما استهدفتهم طائرة الأباتشي بسلاحها من عيار 30 ملليمترا، فقتل المصور بوكالة رويترز للأنباء، نمير نورالدين في الهجوم الأول، بينما قتل سائقه سعيد جماغ، بعد أن حاول مدنيون إنقاذه وإبعاده عن الطريق بواسطة حافلة صغيرة، فقتلوا جميعا. والثلاثاء، أصدر البنتاجون تصريحا علنيا حول الحادث، خلص إلى أنه لم يكن بإمكان طاقم طائرة الأباتشي أن يعرفوا أن الصحافيين كانا بين المسلحين المشتبهين في الشارع. وجاء في التصريح: «ينبغي ملاحظة أن التفاصيل التي بدت واضحة عند مشاهدتها على شاشة كمبيوتر أو فيديو كبيرة ليست بالضرورة بدقة وضوح المشاهد لدى طياري الأباتشي خلال اشتباك حي». وأردف أن إمكانية الرؤية لطيار الأباتشي أصغر بكثير مما يظهر على الفيديو، وفي الوقت نفسه يحاول أن يحلق على بعد مسافة آمنة خلال عملية البحث عن مسلحين، مضيفا أنه من ذلك المنظور، فإن كاميرات الصحافيين بدت أشبه بسلاح يحمله مسلحون، وكقاذفات صاروخية وبنادق هجومية. وقال إن الصحافيين لم يكونوا يحملون أو يرتدون شارات المهنة التي يمكن أن تميزهم عن المسلحين. على أنه بدا واضحا من خلال الشريط الذي التقطته كاميرا الطائرة الأباتشي، أن مسرح الحادثة كان هادئا، وكان الصحافيان يمشيان في وسط الشارع بين مجموعة من الرجال، غير مهتمين بشأن احتمال وقوع هجوم أو وجود خطر يحيق بهم. وبحسب التحقيق الذي أجري بعد خمسة أيام على الحادثة، جاءت النتيجة أن شخصين بين مجموعة من الرجال كانا يحملان كاميرات ذات عدسات طويلة ومكبرة، في حين كان رجال آخرون يحملون أسلحة، بما فيها القاذفات الصاروخية والأسلحة الرشاشة. وكما سمع الحوار الذي دار بين أعضاء (كريزي هورس 18) يفيد بأن الرجال يحملون أسلحة، وحددوا بندقية الكلاشينكوف بالاسم، وبعد ذلك أعطي الأمر بحرية التصرف. وبعد حوار آخر، سمع صوت يقول «لنطلق النار» و«فجرهم جميعا» و«هيا أطلق النار». وسمع صوت بعد ثوان قليلة يقول: «حسنا، لقد قضينا على الثمانية» وسمع صوت شخص آخر وهو يضحك قائلا «لقد قصفتهم». وفي تحقيق مباشر بعد العملية، تبين أن طفلين عراقيين أصيبا في الحادث، بينهما طفلة كانت في الحافلة، أصيبت في معدتها.