أظهرت لقطات فيديو نشره موقع أمريكي على الإنترنت مؤخراً أن مصورين صحفيين قتلا إلى جانب عدد من المدنيين عندما استهدفتهم مروحية أمريكية مقاتلة من طراز أباتشي بسلاحها من عيار 30 ملليمتراً في هجوم شنته الطائرة عام 2007، والذي أسفر عن مقتل ما بين 12 و15 عراقياً. وذكرت شبكة ال ( سي ان ان ) اليوم الثلاثاء 6/4/2010 انه قتل خلال الهجوم مصور وكالة رويترز للأنباء، نمير نورالدين في الهجوم الأولي، بينما قتل الصحفي الآخر، وهو سعيد جماغ، بعد أن حاول مدنيون إنقاذه وإبعاده عن الطريق، في أحد أزقة حي بغداد الجديدة بالعاصمة العراقية. وبث الشريط موقع (ويكيليكس WikiLeaks )، الذي قال إن الشريط مازال سرياً، ويظهر بوضوح عملية قتل المصور الصحفي التابع لرويترز والمدنيين الذين حاولوا إنقاذه. يشار إلى أن موقع (ويكيليكس) متخصص بنشر الوثائق المجهولة وأشرطة الفيديو وغيرها من المواد الحساسة والسرية. وفي مقابلة صحفية قال جوليان أوجونز رئيس تحرير الموقع انه واثق من صدقية الشريط وان الصحفيين اللذين قتلا هما نمير نور الدين و سعيد شماغ وتسعة آخرين كلهم مدنيين عراقيين. كما قال اوجونز ان :"المروحية كانت توفر الدعم الجوي لقوات أمريكية أثناء قيامها بعملية عسكرية في حي بغداد الجديدة وان صدقية الشريط أكدتها التحقيقات التي قام بها مكتب وكالة رويترز للانباء، وتقارير الشرطة العراقية وتقرير ديفيد سيكل مراسل صحيفة الواشنطن بوست الامريكية في العراق الذي كان يرافق الجيش الأمريكي". واشار اوجونز في حديثة الى أن :"الأطفال العراقيين الجرحى الذين أصابتهم المروحية الأمريكية لم يتم تعويضهم حتى الآن إضافة إلى عدم تعويض أهالي القتلى وهم من المدنيين العراقيين الذين حاولوا إسعاف أحد الصحفيين ويمكن لأي جهة قانونية أو حقوقية الاستناد إلى الشريط لرفع دعاوى تعويض ضد القوات الأمريكية". كما كشف رئيس التحرير ان: "لدى الموقع مصادر داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية وجهات حكومية أخرى تبدي استياءها الدائم من سير العمليات في العراق وأفغانستان فقامت بتزويد الموقع بالشريط إضافة الى مواد أخرى كانت مشفرة من قبل القوات الأمريكية بهدف منع الآخرين من الاطلاع على مضمونها ولكن الخبراء تمكنوا من فك الشيفرة وبثها". وفي لقطات الفيديو، كان طاقم المروحية المقاتلة يطالب الحصول على إذن بإطلاق النار على الحافلة الصغيرة التي حاولت إنقاذ "المسلحين" المصابين، وبينهم المصور، بحسب ما توصل إليه الجيش الأمريكي لاحقاً. وبحسب التحقيق الأمريكي حول الحادثة، فقد أخطأ طاقم المروحية المقاتلة بهوية المصور، معتقدة أنه يحمل سلاحاً، وذلك خلال قيامها بمهمة البحث عن مسلحين أطلقوا النار على قوات أمريكية. وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي، شون تيرنر في تصريح مكتوب حصلت عليه ( سي ان ان ): "هذا الحادث المأساوي خضع للتحقيق في ذلك الوقت (2007) من قبل الوحدة المعنية به، وخلص التحقيق إلى أن القوات المتورطة به لم تكن تدرك وجود الصحفيين، وأن كل الأدلة المتاحة حينها كانت تدعم ما توصلت إليه تلك القوات بأن التجمع البشري كان لمسلحين وليس لمدنيين". وقال تيرنر: "نحن نأسف لسقوط مدنيين، غير أن هذا الحادث خضع للتحقيق الفوري، ولم تكن هناك أي محاولة للتغطية على أي مظهر منه". يشار إلى أن مجموع الصحفيين الذين قتلوا في العراق خلال سبع سنوات من الحرب بلغ 139 صحفياً، منهم 120 من الصحفيين العراقيين، بحسب جمعية حماية الصحفيين، سقط 16 صحفياً منهم على أيدي القوات الأمريكية. وقالت الجمعية إن شريط الفيديو الأخير والذي بثه الموقع الأمريكي "يثير تساؤلات وشكوك حول تصرفات وسلوك القوات الأمريكية ومدى شمولية ومصداقية التحقيق الذي تبعه". وقالت رويترز إن مقتل جماغ ونورالدين "كان مأساوياً ومثالاً حياً على المخاطر الهائلة التي تحيط بتغطية مناطق الحروب". وقال ديفيد شليزنجر، المحرر المسؤول بالوكالة في بيان حصلت CNN على نسخة منه إن الفيديو الذي نشره موقع ويكيليكس يعد دليلاً واضحاً على المخاطر التي ينطوي عليها العمل الصحفي في مناطق الحروب والمآسي المترتبة عليه.