عش ملؤه الظلام والخوف، عش تفوح منه رائحة الشر والجريمة، عش وأد الأمل وقتل الطموح، تملؤه الآهات والحسرات وتحرق فيه من العمر سنوات وتهدر طاقات. هذا الملجأ الذي أصبح شرا لابد من مكابدته لدى شريحة كبيرة من الشباب أليس من حل؟ أليس من مجيب؟ ألا من مجتث لهذا العش الوخيم العواقب. إن ما يجده ويعاني منه الشباب اليوم من الفراغ لقلة الفرص الوظيفية وما يصاحب ذلك من ضياع ومخرجات ليس مرغوبا فيها لهو جدير بالانتباه ومن ثم الاهتمام الجاد بهذا الوضع الذي أصبح يؤرق الأسرة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة. إذ لا تكاد تخلو أسرة من شاب عاطل يعاني ويقاسي مرارة حرمان العمل والإنتاجية ويراقب بملل أيامه التي تحترق يوما بعد الآخر دونما إشراقة أمل تلوح في الأفق بما يصلح الحال ويبعث الفأل بتجدد الآمال لدى أولئك الشباب الذين يقبعون في عش البطالة بعد الكر والفر هنا وهناك، فمن قائل قصير ومن قائل ثقيل الوزن، ومن قائل خفيف ومن قائل ضعيف النظر ومن قائل لديك عمى الألوان. حتى خاب الرجاء وانهزم الطموح وأصبح التقوقع والالتفاف على شكل جماعات شبابية منها الصالح ومنها دون ذلك هو الشكل والمظهر الذي نراه هنا وهناك، وربما ازدرينا هذه أو تلك الجماعة الشبابية على بعض الطقوس التي يؤدونها أو يظهرون بها، ولم نسأل أنفسنا هل لنا دور في ما يحدث، بل هل نحن السبب، كيف ظهرت مشكلة البطالة، بل كيف نشأت وترعرعت بيننا دونما شعور وإحساس، كيف تساهلنا معها بل كيف جعلنا أبناءنا جنودها البواسل أرضوا ورضينا بهذا الوهن الذي أخذ ينخر في ركن المجتمع أم أن خللا ما يقف شامخا وراء هذه المشكلة ما هو؟ وأين هو؟ وما الحل؟ فالشباب لم يألوا جهدا في البحث عن العمل وعادوا بخفي حنين. كssروا وعادوا إليك أيها العش المظلم لا يدرون كيف ألقوا فيك ولا يدرون متى الخلاص منك بل متى يرون بريق أمل يضيء لهم الطريق وينتشلهم من غياهب الضياع ومفسدة الفراغ ومحرقة الأعمار. طير كسرت جناحاه فظل حول مستنقع الوحل ينظر إلى الآخرين من شاطئ الاستكانة، ذهبوا وتركوه لا منقذ ولا مجيب، ولسان الحال يقول نفسي نفسي. وإذا فيه واو تمشي. علي بن سالم القرني