لم يجد أهالي وسكان جدة حلا لمواجهة مشكلة الحفريات الوعائية المنتشرة في مختلف الأحياء والطرقات الرئيسية، سوى ردمها بالإطارات التالفة وقطع الأثاث القديمة لتحذير قائدي المركبات من الوقوع داخلها، وبالأخص في ظل استمرار تجاهل الفرق الميدانية التابعة لأمانة المحافظة وضع لوحات تحذيرية بجوار الحفريات التي أصبحت تميز شوارع عروس البحر الأحمر من باب السخرية. وفيما تحاول أمانة جدة سفلتة الطرقات وردم الحفريات الوعائية في الأيام الحالية، يصف بعض سكان جدة هذه المحاولات بالترقيع المؤقت للطرقات التي ستعود إلى حالتها بعد فترة وجيزة من الزمن. وأوضح ل«عكاظ» مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة أن فرق الأمانة الميدانية تعكف على رصد الحفر الوعائية المنتشرة في أحياء وطرقات المحافظة حاليا، للبدء في ردمها وصيانة الطرق بالشكل المناسب في الفترة المقبلة. وأكد المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إجراء الأمانة أعمال سفلتة وصيانة للطرقات المتضررة في كافة الأحياء حاليا. من جهته، يقول محمد السلمي من سكان حي السامر إنه توجد في مدخل الحي لوحة تحمل «حفرة وعائية كبيرة» حاول السكان ردمها عبر وضع الإطارات التالفة عليها لكن هذا الحل لم يجد نفعا مع استمرار وقوع الحوادث المرورية. ويرى السلمي؛ أن هذه الحفرة أدت إلى تزاحم المركبات في ظل محاولة قائدين المركبات تجنبها بسلوك طرق أخرى داخل الحي باتت مزدحمة. بدوره يوضح علي اليامي من سكان حي السامر أن الحفر الوعائية تنتشر بشكل كبير في مختلف أرجاء الحي دون معالجة واقعية وسليمة من فرق الأمانة الميدانية التي تكتفي بالوقوف على الموقع وترقيع الطريق بشكل مؤقت ما يجعله يعود على حالة مع مرور الوقت. ويبين اليامي؛ أن خطورة الحفر الوعائية تكمن خلال وجود المياه الجوفية التي لا تسمح لقائدي المركبات رؤية الحفر وتجنبها. وفي حي الرحاب (شمالي جدة)، يقول خالد الغامدي من سكان الحي إن معاناتهم تتركز في تغطية المياه وجه الحفر الوعائية من الأعلى ما يصعب على قائد المركبة التعرف عليها أو تجنبها، مشيرا إلى أن محاولات الأمانة السابقة في ردم الحفر باءت بالفشل كونها تعود إلى سابق عهدها بعد فترة زمنية قليلة من ردمها. وأضاف «عمدت الأمانة في الفترة الماضية إلى ترقيع الحفريات وردمها ونزح المياه الجوفية الظاهرة حولها ولكنها تعود مجددا». وانتقد علي العمري من سكان حي الرحاب أعمال صيانة وسفلتة الطرقات التي تعكف عليها الأمانة حاليا، كونها تتم بعشوائية ولا تستطيع الصمود طويلا. وأشار العمري إلى أن الأمانة سفلتة أحد الطرقات المجاورة لمنزله ثلاث مرات في مدة لم تتجاوز الشهرين، مضيفا «وبالرغم من ذلك لازالت الحفر والمياه الجوفية ظاهرة حتى الآن».