خمسة أشقاء آسيويين متخلفين عقلياً نشأوا منذ ولادتهم مكبلين بالسلاسل، لم يعرفوا من الدنيا سوى جدران غرفتهم الصغيرة في حي الششة في مكةالمكرمة! وقبل خمسة أعوام غيّب الموت والدهم وعائلهم الوحيد، تاركا مسؤوليتهم على عاتق شقيقهم إسماعيل ابن السادسة عشرة الذي تحدث عن مأساة أسرته: عمل والدي حارس عمارة طوال فترة تواجده في المملكة قبل 50 عاما، وتزوج وأنجب ثمانية أبناء أصيب خمسة منهم بتخلف عقلي ولم يسلم منه سواي وشقيقي وشقيقتي. وأضاف: كان والدي يسعى جاهداً لعلاجهم، وقبل ذلك تلبية احتياجاتهم المعيشية، إلا أن المنية كانت أسرع بعد إصابته بمرض السرطان، فألقى على عاتقي حمل الأسرة بأكملها مع والدتي الطاعنة في السن. ويستطرد الشقيق إسماعيل في وصف الأحداث التي توالت عليه بعد وفاة والده قائلا «أقصتني الظروف تحت ضغط الكفيل الذي أصبح يستغل حاجتي للعمل، في تنفيذ طلباته المتزايدة خارج وظيفتي المتواضعة، حيث لم أعد أحتمل المزيد فوق أعباء أسرتي المكبلة بالسلاسل، فأنا الآخر مكبل بهمومهم ومحاولة إخراجهم من وضعهم الحالي، فلم يكن من سبيل أمامنا سوى وقوف أهل الخير إلى جانبنا، نقتات من بقايا طعامهم حتى الملابس التي نرتديها هي من فائض حاجتهم، حدث كل ذلك بسبب الضائقة المالية التي تعيشها الأسرة، إضافة لأنظمة المستشفيات التي لا تتيح لنا فرص العلاج، فيما يتطلب علاج أشقائي في المستشفيات الخاصة مبالغ طائلة». عن الجهة التي يقع على عاتقها مسؤولية رعاية مثل هذه الحالات، أوضح مدير التأهيل الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية ناصر المالك أن الوزارة غير معنية بشؤون غير السعوديين ولا يمكن تقديم الرعاية لهم بأي حال، فضلا عن أن المعونات لا تشملهم وليس أمامهم سوى الرعاية الصحية في وزارة الصحة فهي المعنية بذلك. من جانبه أوضح الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية في مكةالمكرمة فائق حسين أن الصحة تعمل وفق أنظمة محددة بالنسبة لحالات غير السعوديين، ذلك وفقا للفئات العمالية ونوع المهن التي يزاولونها، والتي تتكفل الدولة بعلاج البعض منها دون مقابل، أما من لا يشمله النظام، فإنه ملزم بنظام التأمين الصحي الذي يضمن تلقيه العلاج. غير أنه استدرك قائلا: هناك استثناءات كالحالات الطارئة التي تتطلب التدخل الطبي السريع، أما ما عدا ذلك فيعتبر مخالفة صريحة للنظام.