ظهرت عليه أعراض المرض بعد زواجه، لقد حكم عليه تخلفه العقلى أن يعانى من الشرد والبرد ،وسلسلة غليظة من الحديد لا تتحملها حتى الحيوانات ،فقد ظل أكثر من 42 عاما منقطعا عن العالم الخارجي ومن حوله من الأهل والأقارب، يعيش وحيدا منعزلا في غرفة ضيقة معزولة، كبله أهله بالسلاسل بعد إصابته بتخلف عقلي. إنه المواطن محمد عبده علي أبوالدنيا، أحد سكان قرية الجهو التابعة لمحافظة ضمد في منطقة جازان، قيد منذ عام 1390ه بسلاسل قوية يصعب تكسيرها، ينام على سرير حديدي لا يستطيع الحراك منه، لشدة خوف أسرته عليه من أن يختفي أو يؤذي نفسه، وحتى يومنا هذا لم يجد محمد عبده الدواء الذي يفك قيوده من رجليه. محمد تدل ملامحه على أن عمره تجاوز السبعين، بدأ نظره يختفي بسبب طول العزلة التي مر بها، لم يستعمل أي نوع من الدواء، ولم يراجع به أهله أي مستشفى، لظروف أسرته القاسية التي لا تستطيع أن تعمل له أي شيء، سوى الدموع التي تنهمر على خدودهم، وهم يشاهدون شقيقهم بهذه الحال. محمد لا يملك في هذه الدنيا سوى القيود الحديدية التي لم تفارقه منذ 42 عاما، يقضي حاجته من بول وغائط على كرسي حديدي أتى عليه الصدأ، يعيش في وضع مأساوي وهو رهن هذا الحبس الجائر، منظره يهز القلوب، يتعاطف معه جميع أبناء قريته، شقيقته تقدم له واجب الرعاية والإعاشة من أكل وشرب وتنظيف، بينت أن شقيقها لم يولد مريضا ولكن ظهرت عليه أعراض المرض بعد زواجه، لا يعرف أي أحد، ولا يدري ما يجري حوله، يعاني من مرض عقلي، وظل يعاني أكثر من 40 عاما من فقدان العقل، وفي الأيام الأخيرة بدأ بصره يضعف، ويحتاج إلى رعاية كاملة في أحد المستشفيات الخاصة، متمنية الشفاء له ليعود لبناته الثلاث وأهله. ووصف إسماعيل جعران، أحد جيرانه، حالة محمد بالصعبة، مشيرا إلى أن المرض لازمه فترة طويلة، وظل وحيدا مقيدا في غرفة بين جدرانها الأربعة، في مشهد يصعب رؤيته، وهو بحاجة إلى عناية وعلاجات مكثفة.