تزوجت قبل أربعة أعوام، وعمري 22 عاما، وعندي طفلة عمرها عامان، ومنذ بداية الزواج أعاني من الضيق، ومن هنا بدأت مشكلتي مع زوجي، حيث صدمت صدمة قوية، فقد كنت أحلم بحياة زوجية مستقلة مثلما أخبرني والدي، لكنني فوجئت أني سأعيش مع أهل زوجي، وضايقني ذلك كثيرا وشعرت أن أبي خدعني، مثلما لم يعطني فرصة لمناقشة زوجي في أمر حياتنا فقد تم عقد القران والزفاف في ليلة واحدة، وبكيت كثيرا للحال الذي وضعني أبي فيه، واضطررت لكتمان الأمر في نفسي، ولم أناقش أبي أو والد زوجي وبقيت أواجه الحالة بالبكاء، وألوم زوجي على ما فعله هو وأبي ، ولا زلت أبحث عن سبب مقنع لهذه الخديعة، علما بأن أخوات زوجي لكل واحدة منهن شقة مستقلة، فلماذا أنا من وضع في هذا الظرف، مع أني اشترطت في عقد النكاح أن يكون لي بيت مستقل، ويزيد مأساتي أنني اضطر لألتقي بإخوة زوجي يوميا وأكثر من مرة، كما أن أخوات زوجي لا يحترمنني ويتهمنني دائما بأني أنا المخطئة في كل مشكلة تحدث أو خلاف، وصرت لا أستطيع الدفاع عن نفسي أمامهن، وإن فعلت رفعن أصواتهن علي فأفقد القدرة على قول ما كنت أنوي قوله، وهذا يسبب لي الشعور بالحرج اليومي، وبالمقابل لا أجد من أتحدث إليه، فزوجي في العمل وهو بعيد عني ولا يدخل البيت إلا للنوم، فما الحل ؟ أم سارة جدة لاشك أن الطريقة التي تعامل والدك بها مع مسألة الاستقلالية كانت خاطئة، ولا يشفع له إلا أنه حريص على تزويجك من رجل طيب، ورسالتك خالية تماما من ذكر أي سلبية لزوجك مما يعني أن اختيار والدك كان صائبا، والمشكلة المتبقية هي سكنك مع أهل زوجك طوال هذه المدة، الجانب الفاعل في استمرار مشكلتك ليس فقط وجودك مع أهل الزوج، وليس تكاتف أخواته عليك، وإنما رفضك طوال السنوات الأربع للوضع الموجود، وحرصك على استمرار الملامة سواء لأبيك أو لزوجك، فيبدو أنك صرت تعيدين وتزيدين في مسألة واضح أن استمرارها فيه بعض الحكمة وتحتاج لبعض التعديلات، فالحكمة تكمن في أن زوجك يغيب عنك أياما، ستكونين فيها وحيدة، وبقاؤك مع أهله مصدر للأمن والأمان بالنسبة له ولك، أما التعديلات التي يحتاجها وضعك فتكمن في تأمين قدر أكبر من الاستقلالية حتى وأنت موجودة مع أهله، كأن يكون لك شقة مستقلة بعيدا عن الاحتكاك المفروض عليك وعلى طفلتك، والحل يكمن في مواجهة مع والدك وشرح الوضع له بالتفصيل مع بيان معاناتك من وجودك الدائم بين أخوة وأخوات زوجك، وما يترتب على ذلك من إزعاج لك، فإما أن تكوني في سكن مستقل طالما أن وجودك في وسطهم صار مصدر إزعاج لك ولهم، وإما أن تكوني بجوار أهلك وفي سكن مستقل أيضا، أما الحل الآخر الذي قد يكون مؤقتا أو دائما فيكمن في تعديل اتجاهاتك الرافضة لوضعك، فالمشكلة على ما يبدو تكمن في شعورك بالظلم نتيجة وجودك بين أهله في الوقت الذي تعيش كل واحدة من أخواته في سكن مستقل، حاولي شرح معاناتك لزوجك بحب، واكسبي أباك إلى جانبك، وتقبلي الانتقال من الوضع الراهن إلى الاستقلال ولو على مراحل وبالتدريج، ولا تبقي المسألة مكبوتة في نفسك، استعيني بأمك لشرح المعاناة وتوقفي عن لوم الزوج والأب وليكن هدفك الوصول إلى الاستقلالية بدون صنع معارك مع والدك أو مع زوجك.